المثل الشعبى بيقول «إدى العيش لخبازه ولو ياكل نصه»، وبالرغم من أننى ضد الجزء الثانى من المثل، لأنه أشبه بـ«الضرب على القفا»، إلا أن الأيام الحالية أثبتت أن المثل بالكامل قد يكون صحيحا، وأننى قاربت على تغيير وجهة نظرى، فى ظل ما نشاهده من تدن فى الأعمال المختلفة، بسبب اتباع وسيلة واحدة يعانى الكثيرون منها وهى «الشللية»، التى باتت تحكم معظم مجالاتنا، دون أن يستحى من يطبقونها حتى ولو كان ذلك على حساب «الأعمال» المنفذة عن طريقهم، ولأنه لايزال هناك من يؤمن بـ«الموهبة» وأصحاب المهارات، وباتوا «جماعة تكنوقراط» يختارون أصحاب الخبرة، وليس «أهل الثقة»، هذا ما لاحظته فى شهر رمضان المبارك، الذى انتهى أمس الأو.
دون أن نشعر بشعائره وروحانياته بسبب «زائر العالم الثقيل» وهو «كورونا»، ولا أنكر أن «جماعة التكنوقراط» هم من خففوا علىّ شخصيا «وطأة» إصابات كورونا المتزايدة، على المستوى الإعلامى، لايزال طارق نور، صاحب أشهر إعلانات على مدار تاريخها فى مصر، على رأس «المجددين الاعلاميين» وذا رؤية مختلفة فى اختيار برامج قناته «المبهجة» القاهرة والناس، هذا العام اختار برامجه بطرق مبتكرة وخفيفة، لم يقف عند خروج بسمة وهبة من قناته إلى أخرى، وجعل برنامج «شيخ الحارة» هذا العام هو الأشهر بين البرامج المقدمة، خاصة أنه أصبح «أهدأ» بعيدا عن «حرائق العامين الماضيين»، بجانب برنامج «عباقرة العائلات»، الذى كان ضيفا خفيفا على الأسرة المصرية فى رمضان، واستبدل جمهور الاستوديو بآخر «أون لاين» للخروج من مأزق التجمعات.
وتأتى «عائلة العدل» ضمن «الخبازين المهرة» فى رمضان، لم تشارك «العدل جروب» فى شهر رمضان الماضى، بالرغم من مشاركتها المميزة دائما فى الدراما خلال السنوات الماضية، آخرها مسلسلها الرائع «واحة الغروب»، وهذا العام اختارت «العدل» المنافسة بمسلسل واحد، وتقاسم المشاركة فى إنتاج مسلسل آخر، الأول الذى أنتجته العدل «بمفردها»، هو «بـ 100 وش» الذى كان البسمة الحقيقية لكل بيت خلال أيام رمضان الجميلة، كل من يشاهد هذا المسلسل يتأكد أن «العدل جروب» «معلمين إنتاج الدراما» ولا يأخذون العمل بـ«الدراع»، ويجيدون اختيار «الورق» الذى يضعون فيه أموالهم، «دون شللية».
ولهذا يكون النجاح دائما حليفهم، أما الثالث فهو المنتج الموسيقى «نصر محروس»، بالرغم من أننى ضد ما فعله مع المطرب بهاء سلطان، إلا أنه شخص ذو اختيارات ذكية، وهو ما ظهر فى الأغنية الوطنية «أبويا وصانى»، التى أذيعت بالتزامن مع نجاح مسلسل «الاختيار»، لتحقق نسبة مشاهدات مرتفعة وتأثيرا كبيرا، عكس ما فعله الكثيرون فى اختيارات ليست فى محلها، هذه النماذج الثلاثة قد تؤكد أنه لايزال هناك أمل فى أن تكون «حقوق الأعمال» محفوظة لـ«الموهوبين»، ويعود «العيش لخبازه».