التقت جريدة «المصري اليوم» أفراد أسرة الشهيد البطل جندي مجند صاعقه عبدالجواد عبدالعليم عبدالجواد سليم، أحد أبطال الكتيبه 103صاعقة، وأحد أبطال ملحمة البرث، والذي استشهد فيها، والتقينا بهم بمنزل الأسره بقرية السيد خليل (بحربصيص) التابعه لمركز الرياض بكفرالشيخ.
وأثنى أهالي القرية على الشهيد، وأنه كان يتمتع بالخلق الطيب وعلاقته الطيبه بأبناء القريه وأدبه الجم وتواضعه، وأنه كان يتمنى الإستشهاد، وتحدث معهم كثيرا عن البطل الشهيد المنسي.
وقال محمود عبدالعليم سليم، شقيق الشهيد والموظف بشركة الكهرباء، أن الشهيد كان حاصلا على شهادة الإعدادية، وبعد أن توفي والده ترك 4 بنات وأنا وشقيقي الشهيد، وكان هو الأكبر، وسافر لدولة الأردن للعمل والإنفاق علينا، حيث مكث هناك لمدة 5 سنوات في منشار حجارة، وجهز شقيقتي، ثم جاء موعد تجنيده فالتحق بالصاعقه في مارس 2015، وكان عمره 22سنه, لافتا إلى أن زفاف شقيقته ليلى كان محددا يوم 10يوليو 2017 قبل استشهاده بيومين, وتم تأجيل الزفاف لمدة عام.
وأضاف شقيق الشهيد، أن شقيقه كان يحكي للأسره دائما عن بطولات كتيبته ضد الإرهابيين في سيناء.
وتدخلت الحاجه زينات السيد عبدالرازق سليم، والدة الشهيد، وقالت أن نجلها الشهيد اتصل بها قبل استشهاده بستة ساعات، وقال لها: «أنه يشعر بأنه سيستشهد وأوصاها بأن يدفن بجوار والده بمدافن القريه».
وقالت والدته وهي تبكي: «بعدما أخبرونا بخبر استشهاده، ذهب عمه وزوج شقيقته لإحضار الجثة، حيث تم دفنه في جنازه عسكريه بالقريه وتنفيذ وصيته بدفنه بجوار والده».
قاطع شقيق الشهيد والدته قائلا: «الشهيد حكي لنا كثيرا عن البطل الشهيد المنسي، وقال لنا أحداثا كثيره كلها بطولات، كما جاءت بالمسلسل، وعن الإرهابيين الذين يستهدفون الجيش والدوله، وقال أن الشهيد المنسي كان يعاملهم كإخوه وليس كجنود تحت قيادته ويخاطبهم بكلمة(رجاله) ويحل مشاكلهم الخاصه، ولاينام إلا وهو مطمئن على كل فرد فيهم», مضيفا، بأن شقيقه «عبدالجواد» كان دوره القتالي هو القتال بمدفع رشاش فوق مدرعه, وأثناء المعركه (البرث) أصيب بمجموعة طلقات برجليه فسحبه زملاؤه ونقلوه لمكان المصابين, ورغم أنه كان ينزف إلا أنه ترك مكان المصابين وزحف وقاتل الإرهابيين وهو مصاب وقتل 3 من الإرهابيين قبل إن يشتشهد، حيث قام أحد الإرهابيين بضربه بطلقه في رأسه فأستشهد وهو ينطق الشهادتين، وذلك ما أخبره زملائه.
ولفت إلى أن زملاؤه قالوا لنا يجب أن تفتخروا به لأنه بطل واستشهد وهو يقاتل مثل كل زملائه الأبطال الشهداء الذين سبقوه، لافتا إلى أن شقيقه الشهيد كان يحكي لنا عن بطولات أبطال تلك المجموعه وعن الشهيد المنسي، وأنه ذات مرة كان شاردا مرة فسأله المنسي عن السبب فقال له: «يا فندم إحنا أثناء الشهاده بنقول الله أكبر، والإرهابيين أثناء موتهم يقولون الله أكبر, فقال له المنسي لابد أن تثق أنك على حق لأنهم هم الذين جاءوا ليقاتلونا لأنهم يستهدفون سيناء وجيشنا ودولتنا.
وأكمل محمود حديثه، أن بعض المسؤولين بالإعلام اتصلوا بهم قبل رمضان وأبلغوهم أنهم بصدد إعداد فيلم تسجيلي عن أبطال ملحمة البرث لتخليد بطولاتهم التي قاموا بها، من خلال إعداد مسلسل «الإختيار»، وأخذوا منهم بعض الصور للشهيد والأسره واستمعوا اليهم وأخذوا منهم بعض المعلومات، مشيدا بالمسلسل، وأنه ووالدته وإخوته البنات وبعض أهالي القريه كانوا يتجمعون يوميا في موعد الحلقه ليسشاهدوها سويا وليتذكروا الشهيد، وأن غالبية أحداث المسلسل سبق وأن حدثهم عنها, وأن والدته كان لا ينقطع بكاءها من بداية المسلسل حتى نهايته.
وأشار إلى أن الشهيد قال لوالدته: «يا أمي إن استشهدت أرجوكي لا تبكي ومتزعليش»، كما طلب من شقيقته عايده أن تطلق الزغاريد أثناء دفنه، وفعلا نفذت وصيته وأطلقت الزغاريد خلال دفنه.
فيما أكدت عايدة شقيقة الشهيد، أن مسلسل الإختيار حبب الناس في الجيش أكثر، وعرفهم إن الجيش والدوله مستهدفين من القتله الإرهابيين، وقالت أن شقيقها كان في إجازته الأخيره قبل استشهاده بأيام حكى لهم عن البطل المنسي، وأنهم أحبوا المنسي من كثرة حديث شقيقهم عنه، وأثناء الأجازه طلبه المنسي في إتصال تليفوني وطالبه بقطع الإجازه والتوجه لكتيبته، وقال له أننا سنقوم بمداهمه للإرهابيين وأنت معنا منذ عامين ولديك خبره في قتالهم، فسمع عمي المكالمة، وخوفا على أخي طالبه بعدم السفر خوفا من استشهاده, إلا أن أخي قال له إنها فرصتي للإستشهاد، وأن أقاتل إلى جوار البطل المنسي , فأعطته والدتي حقيبه بها رقاق وبطه مسلوقه ومحمره وبكاكيم وجبن ولبن وقشده, وبعد أن وصل للكتيبه مر على زملاؤه وهم في خدمتهم ووزعها عليهم ففرحوا وقالوا له إحنا كنا نسينا الأكل الملكي وبطننا أخذت على الأكل الميري.
وأكدت أن شقيقها حدثها عن الشهيد البطل محمد أيمن وهو جندي مجند والذي فوجيء بتكفيري يلبس قميص متفجرات ويجري نحو كتيبته فجرى نحوه واحتضنه لتنفجر المتفجرات بهما ولينجو أفراد كتيبته، وقالت إن شقيقها قال لها أنهم قاموا بتجميع شتات جثة البطل ووضعوها في كرتونه، وأن دمه كان بلون الورد ورائحته كرائحة المسك، ومن يومها وشقيقها يتمنى الشهاده ليلحق به في الجنه.
وتم إطلاق إسم الشهيد على مدرسة السيد خليل الإعداديه، كما أطلق شباب القريه اسمه على العزبه ووضعوا صوره بمدخلها تخليدا لذكراه.