x

قصص ملهمة في التعليم والمعرفة من أعمال «مؤسسة آل مكتوم» 2019

الخميس 21-05-2020 15:49 | كتب: بوابة الاخبار |
قصص ملهمة في التعليم والمعرفة.. مهند المصري قصص ملهمة في التعليم والمعرفة.. مهند المصري تصوير : آخرون

غداة إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، نتائج التقرير السنوي لنتائج أعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لعام 2019 هذا الأسبوع، ضمن فعالية أقيمت للمرة الأولى بتقنية الاتصال المرئي عن بُعد، برزت العديد من الأرقام التي تجدد الأمل بالإنسانية والقيم النبيلة والعمل الخيري المؤسسي الهادف الذي يضع تمكين الأفراد والمجتمعات في مقدمة الأولويات.

وتركز المؤسسة في أهدافها إلى تمكين أبطال التفكير الإيجابي وأخذ زمام المبادرة في الوطن العربي، ودعم تنفيذ مبادرات ومشاريع نوعية ذات طابع مستدام في المنطقة والعالم، والمساهمة في تنمية المجتمعات اقتصاديا واجتماعيًا وبشريًا، وتطوير المهارات الإنسانية لإحداث حراك تنموي إيجابي، فضلاً عن تعزيز منظومة التعليم في المنطقة والعالم وتدريب الكوادر التعليمية وتوفير المرافق والبيئات التعليمية المتكاملة بالاستناد إلى الدور النوعي الذي يحققه التعليم المتقدم في إرساء دعائم مجتمعات مستقرة قادرة على استثمار مقدراتها وطاقاتها الكامنة، وتنفيذ مشاريع معرفية وثقافية تركز على فئة الشباب لقيادة اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.

وتهدف المؤسسة من خلال مبادراتها إلى التصدي للفقر والأوبئة وتقديم مبادرات علاجية ووقائية للفئات الأشد حاجة وتنفيذ مشاريع تنموية تدعم الشرائح المجتمعية الهشة، وتحفيز الابتكار لدى الشباب، وتشجيع قيم الانفتاح واحترام الاختلاف والعيش المشترك بين الشعوب والثقافات المتعددة.

وإذ تنشط المؤسسة في خمسة محاور عمل رئيسية هي نشر التعليم والمعرفة، والمساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، بما يرسخ تكامل المبادرات وتنوّع البرامج ويحقق رؤيتها الشاملة لصناعة الأمل وبناء المستقبل، تبرز قصص إنسانية ملهمة تشكل حافزاً للعاملين في القطاع الخيري والإنساني والداعمين له في مختلف أنحاء العالم.

ومن تلك القصص، وضمن محور نشر التعليم والمعرفة، تلفت الأنظار قصتان؛ أولاهما لطفل من عشرات ملايين المشاركين في النسخة الرابعة من «تحدي القراءة العربي» التي تنظمه «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» لإعداد جيل قرائي مطّلع ومتمكّن قادر على إنتاج المعرفة وإثراء محتواها باللغة العربية مستقبلاً.

مهنّد والتحدي الذي صار فرصة

اضطر مهند المصري إلى العمل منذ الصغر كي يساعد عائلته على شؤون الحياة اليومية بعد أن استعجلت الرحيل عن مسقط رأسه ومنزله الذي ولد فيه في سوريا، فقصدت صوب الجنوب دفعًا لويلات الحرب وهربًا من أتونها الذي يستعر، وجاءت إلى الأردن لتبدأ من جديد.

العلم نور، هكذا يقول مهند. لا يريد أن يُحرم منه رغم حرصه على العمل، لذلك يذهب إلى المدرسة المسائية يتعلم فيها الأساسيات، ويكمّلها بقراءة كل ما تصل إليه يداه من كتب إذا غنّى القمر وسكن الليل أو سمح له الوقت بين انتهاء ورشة وبداية أخرى.

الكتاب بالنسبة له صديق وجليس ومدخل إلى عالم المعرفة الذي يختار أبعاده بنفسه، ويتعلم منه أشياء جديدة، ويكتشف من خلاله ثقافات أخرى، ويتعرف عبره على الدنيا الواسعة الرحبة التي لا تعرف الأسوار ولا الحدود كطموحه.

ولذلك شارك مهند المصري في النسخة الرابعة من «تحدي القراءة العربي»، المبادرة الأكبر من نوعها لتشجيع طلبة الوطن العربي ودارسي اللغة العربية والمتعلمين بها في مختلف أنحاء العالم على القراءة ومطالعة أهم الإصدارات المعرفية والأدبية باللغة العربية لتطوير مخزونهم المعرفي وترسيخ مكانتها.

وأبهر مهند بأدائه وإجاباته وتفاعله العفوي لجنة تحكيم تحدي القراءة العربي ليصل إلى مرحلة متقدمة فيه، ويبرز نجمًا متمرسًا في المطالعة من بين ملايين المشاركين من قرّاء العربية ومتعلميها في جهات الأرض الأربع.

قصته أصبحت مثالاً للتصميم. وطالب الرزق الذي صار عاملاً مجتهدًا معتزًا بما ينتجه من إبداعات وبما يقدمه ليعين أهله ويجنبهم شدائد الشتات، هو أيضًا اليوم طالب متميز في مختلف المواد التي يذاكرها مع زملائه وأقرانه ومعلميه في مدرسته.

مهند عرف أن الإيجابية طريق الإنجاز، والعمل طريق النجاح، فسلكها جميعًا، لا يلوي على شيء، حتى صار قدوة لأقرانه وفخرًا لأهله ومعلميه والمشاركين معه في تحدي القراءة، بعد أن حوّله إلى فرصة.

دعم التعليم لتعزيز القيم الإنسانية

أما القصة الثانية فتأتي من رواندا في شرق القارة الأفريقية حيث ولدت ونشأت موكاندا إيشيمي ليونيلا على قصص الحرب الأهلية التي نقضت النسيج الاجتماعي، وفرّقت الناس حسب الهوية القبلية، وغيبت القيم الإنسانية، وأحلّت محلها العصبيات الضيقة. فتفشى التحيز العرقي، وانفلتت حملات الإلغاء والتشويه وتصنيف الناس تهوي بأبناء الوطن الواحد إلى النزاعات حد إزهاق الأنفس وإراقة الدماء.

في استحضارها للتاريخ الدامي للصراع المضني الذي حصد مئات آلاف الأبرياء، قررت وهي شابة وفي مرحلة مبكرة من حياتها الأكاديمية أن تتدرب كمعلمة متخصصة في الطفولة المبكرة، لتعمل مع الأطفال لتغرس فيهم قيم المواطنة الإيجابية مبكرًا بعد تخرجها من كلية «تي تي سي مورورو» للتدريب كمعلمة لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي.

أرادت موكاندا أن تساهم في غرس مبادئ الأخوّة الإنسانية والتسامح والعيش المشترك والتفاؤل وحب الحياة التي استطاع إليها الروانديون سبيلاً بعد نبذ أسباب الخلاف فيما بين فئاتهم المختلفة.

هذه كانت نية موكاندا، لكن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي. بدأت بتعليم الأطفال حسب المنهاج المعتمد، لكنها كانت بعد فترة قصيرة تفقد تركيزهم، وتحاول جاهدة أن تعود بهم إلى التعلم لكن اهتمامهم بما تقدمه يتضاءل بسرعة.

نصحها أحد زملائها بأن تتقدم للالتحاق ببرنامج «الخدمة التطوعية في الخارج VSO» الذي تموله مؤسسة «دبي العطاء» في رواندا وعدد من المجتمعات النامية لتدريب معلمي مرحلة الطفولة المبكرة على الطرق الحديثة التي تساعد على الأطفال على التعبير عن أنفسهم والتواصل مع أقرانهم واستكشاف محطيهم والانفتاح عليه.

وأتاحت الدورة لموكاندا تدريبًا عمليًا من قبل خبراء التعليم المبكر على كيفية إعداد مواد تعليمية جاذبة تسهم في تنمية شخصية الأطفال، وتصميم خطط درسية يومية وأسبوعية وفصلية بحسب موضوع كل وحدة تدريسية، ومن ثم مطابقة المواد التعليمية المطلوبة معها لتجهيزها بشكل مسبق، مع تسجيل مدى تفاعل الأطفال مع كل منها بصيغة ملاحظات يومية.

وما أن بدأت موكاندا تطبيق ما تعلمته في صفها، حتى صارت تشهد تطورًا نوعيًا في قدرات الأطفال، بعد أو وسعت حرية الاختيار في متناولهم وبدأت تطبيق مبدأ الدائرة الدراسية الموسعة التي تتيح لهم جميعاً معاينة المواد التعليمية والتفاعل معها على مسافة متساوية واحدة.

اليوم تدرب المعلمة الشابة أقرانها في المدارس المتواجدة في المنطقة، بعد أن أصبح صفها نموذجياً لاختبار أحدث الوسائل التعليمية التي تنمي شخصية الطفل وترسخ قيم المساواة والحوار والتواصل والتنوع منذ الصغر بصيغة مواد تعليمية مفيدة وممتعة، لإعداد أجيال جديدة تحمي النسيج المجتمعي والمكتسبات التنموية لمستقبل رواندا.

45 مليون إنسان

ونجحت «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» خلال عام 2019، ضمن محور نشر التعليم والمعرفة، في الوصول إلى 45 مليون إنسان حول العالم. فيما بلغ حجم الإنفاق على المبادرات ضمن هذا المحور 335 مليون درهم.

ست مؤسسات
ويضم محور نشر التعليم والمعرفة ست مؤسسات تعمل بالتنسيق فيما بينها هي مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومؤسسة دبي العطاء، وتحدي القراءة العربي، ومنصة مدرسة الإلكترونية التعليمية، ومكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية.

قصص ملهمة في التعليم والمعرفة.. مهند المصري

قصص ملهمة في التعليم والمعرفة.. موكاندا إيشيمي

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية