قال المتحدث باسم حركة «فتح» الفلسطينية، وعضو المجلس الثورى، أسامة القواسمى، إن اتخاذ الرئيس الفلسطينى محمود عباس، قرارا بإلغاء كافة الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلى بما فيها الاتفاقيات الأمنية، يأتى ردا على سياسة الاحتلال الاستيطانية ونية إسرائيل ضم الضفة الغربية، حيث يعتبر هذا الطرح الإسرائيلى «شعرة معاوية»، أو القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيرا إلى أن عدم القبول بوجود أمريكا كراع وحيد لعملية السلام يعود لموقف إداراتها المتطرفة المتمثلة في حكومة الرئيس دونالد ترامب، الداعية لاتمام «صفقة القرن» المرفوضة تماما من قبل الشعب الفلسطينى، مشددا في حوار خاص لـ«المصرى اليوم»، على أهمية الدور الروسى والصينى وكذلك الاتحاد الأوروبى في إحياء عملية السلام، لافتا إلى أن الدول العربية يجب عليها اتخاذ خطوات نحو المقاطعة الشاملة لإسرائيل باعتبار أن قضية فلسطين هي قضية الأمن القومى العربى.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا قرر الرئيس محمود عباس إلغاء كافة الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلى؟
- إعلان الاحتلال الإسرائيلى نيته ضم الضفة الغربية، يعتبر «شعرة معاوية»، أو «القشة التي قصمت ظهر البعير»، في ظل التطرف الإسرائيلى والأمريكى تجاه أبناء الشعب الفلسطينى فيما يسمى بـ«صفقة القرن»، ونقض إسرائيل كافة العهود والاتفاقيات السابقة، وما تفعله إسرائيل بحق بلادنا واغتصاب الأراضى الفلسطينية يعتبر أبشع صور الظلم والاضطهاد، لذلك كان القرار الفلسطينى بحل جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، بما فيها الاتفاقيات الأمنية، مع التزام بلادنا بالشرعية الدولية، والقرارات العربية والإسلامية، والتأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الأمثل للصراع الدائر، مع التأكيد على رفض كافة المشروعات الإسرائيلية المشبوهة التي تسلب حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
■ هل ترى أن إلغاء الاتفاقية الأمنية تحديدا مع الاحتلال سيدفع نتنياهو للتراجع عن قراراته؟
- يجب على إسرائيل أن تدرك تماما أن الشعب الفلسطينى والسلطة الفلسطينية، لن تتراجع عن حدود 1967، وعلى حكومة الاحتلال أن تعى أن الأمن مقابل السلام، فالمعادلة معروفة ومعلومة لدى الجميع أن الأمن سيتحقق عندما يشعر الشعب الفلسطينى بعودة حقوقه، لكن ما تقوم به إسرائيل الآن هو نوع من التصعيد المرفوض تماما، وما ساعدها في ذلك هي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
■ إذا كان القرار الفلسطينى عدم القبول بالتواجد الأمريكى كراع وحيد لعملية السلام.. بمن تقبلون؟
- الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، أصبحت أكثر تطرفا من الحكومة الإسرائيلية إزاء مواقفها المعلنة تجاه صفقة القرن، لذلك فإن السلطة الفلسطينية تدعو كافة الأطراف الدولية للدخول في الوساطة ورعاية عملية السلام، سواء روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبى، وإذا أرادت أمريكا أن تلعب دورا، فلن يكون دورا وحيدا، لذلك هناك ضرورة لعقد مؤتمر دولى يضم الأطراف والدول المؤثرة لاتخاذ موقف لإحياء عملية السلام والوقوف أمام الغطرسة الإسرائيلية، كما أن هناك ضرورة لإعادة صياغة للرباعية الدولية.
■ وما هو المطلوب من الدول العربية والجامعة العربية؟
- الدول العربية لها أدوار محورية تاريخية، لكن ينبغى الآن أن تترجم المواقف لأفعال حقيقية بالإعلان عن مقاطعة شاملة لإسرائيل، باعتبار أن قضية فلسطين هي قضية الأمن القومى العربى، فما تريده إسرائيل هو القضاء على الهوية الفلسطينية ومن ثم القضاء على الهوية العربية من أجل الوصول إلى هدفها الاستيطانى، لذلك هناك أهمية قصوى للإسناد العربى بالتعاون والتنسيق مع كافة دول العالم الحرة، التي تنتقد المواقف الإسرائيلية غير الشرعية، ومن المهم أيضا أن تقوم الدول العربية بالضغط على الاحتلال من خلال العقوبات لمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها الاستيطانية، والتأكيد على أن صفقة القرن مرفوضة ولن يكتب لها النجاح إذا كانت بمعزل عن الطرف الفلسطينى صاحب الأرض والحق في تقرير مصيره.