أعلنت شخصيات قبطية، في تصريحات صحفية، رفضها تأسيس جماعة «الإخوان المسيحيين» لتوازي جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أنها لا تمثل الأقباط ولن تحل مشكلاتهم، بسبب نشأتها على أساس طائفي.
وقالت جورجيت قليني، النائبة السابقة بمجلس الشعب، إن القانون يشترط عدم إنشاء أي جمعيات أو أحزاب على أساس ديني حتى لا يتفتت المجتمع، معتبرة أن أكبر ميزة للثورة المصرية أنها «أخرجت الأقباط من كونهم أقلية إلى أن يصبحوا أكثرية بانخراطهم في التيار المدني، وبالتالي ليس من مصلحة الأقباط وجود هذه الجماعة».
ورجحت أن يكون الهدف من إنشاء الجماعة الإيحاء بعدم شرعية جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم إعلان السلطات حل الجماعتين، باعتبار أنهما متساويتان، ويجب عدم إعطاء الشرعية لواحدة دون الأخرى.
وقال الباحث القبطي سمير غطاس، إن إنشاء هذا التنظيم يمثل رد فعل خاطئًا على وجود تنظيمات دينية، وأنه من الخطأ السماح بوجود أي تنظيم سياسي على أساس ديني، مشددًا على وجوب الفصل بين الديني والسياسي.
ووصف إنشاء الجماعة بأنه «تكريس للنزعة الطائفية في دولة تصبو إلى أن تكون مدنية ديمقراطية حديثة»، ورجح رفض المسيحيين لهذا التنظيم لكونه يدمر الحياة المدنية والمساواة والمواطنة.
ووصف المفكر القبطي، جمال أسعد عبد الملاك، إنشاء الجماعة بأنه «أكذوبة ومراهقة سياسية»، مشيرًا إلى أن فكرته مستمدة من تنظيم الأمة القبطية الذي ظهر في خمسينيات القرن الماضي بشعارات قريبة من شعارات الإخوان، مثل «الإنجيل دستورنا، والمسيح قدوتنا.. إلخ»، وأنه «كان تنظيمًا انفصاليًّا إقصائيًّا دعا لإحياء اللغة القبطية في مواجهة العربية، وارتكب أعمال عنف، لكنه تلاشى في النهاية».
وأضاف أن «مشكلات الأقباط لا تنفصل عن مشكلات سائر المصريين، لكن المتاجرين بهذه المشاكل في الداخل والخارج يؤججون العاطفة الدينية بشعارات دينية لا مدنية»، ووصف ذلك بأنه «مسلك طائفي بغيض كرّس للخلاف ولعب فيه أقباط المهجر دورًا طائفيًّا بامتياز، مما يهدد المجتمع بالانقسام والتفكك الطائفي، في ظل وجود مخططات أجنبية معلنة تستهدف تقسيم المنطقة على أسس طائفية».
وقالت الناشطة القبطية كريمة كمال: إن مثل هذه التنظيمات الطائفية تهدد كيان الدولة المصرية، وشكل العلاقة بين المسلمين والأقباط ولن تحل أي مشكلة، مشددة على ضرورة التعبير عن الأقباط كمواطنين في المقام الأول، بالانخراط في الأحزاب السياسية، بعيدًا عن المد الطائفي أو الكنسي.
وكانت حركات قبطية قد أعلنت رفضها إنشاء جماعة الإخوان المسيحيين، وقالت حركة «أقباط بلا قيود»إن تأسيس الجماعة نوع من التقليد الأعمى، وهدفه فقط الظهور الإعلامي، بينما نفى اتحاد شباب ماسبيرو في صفحته على «فيس بوك»أي علاقة للاتحاد بالجماعة.