فى يوم إجازته الأسبوعية، وقتلًا للوقت الذى يسير ببُطء. قرر أن يُزاحِم زوجته فى المطبخ قُبيل أذان المغرب بساعتين على الأقل، ليتفنن فى إعداد وجبة الملوخية بالأرانب، التى قرر أن تكون وجبته الرئيسية على مائدة إفطاره فى هذا اليوم المُبارك. بادئًا بإخراج قطع الأرانب التى قام بتحميرها داخل الزيت، التى قذفها تباعًا داخل إناء الملوخية المعدنى، واستغرق نصف الساعة لتحضيرها بعد أن أفرغ كيسين كبيرين من نبات الملوخية المُجمَدة، داخل إناء عميق يحتوى على لترين من مرق الأرانب، الذى لم يرض عن قوامه إلا بعد غليانه، لأكثر من ساعة كاملة.
بعد أن وضع فيه ثمرتين كبيرتين من البصل الأحمر وأربعة فصوص من الثوم البلدى، منزوع القشرة وأربعا أخريات مفرومة فرمًا ناعمًا، بعد أن أضاف إليها نصف ملعقة صغيرة من الفـلفـل الأســـود والمـــلـح النــاعم والكـــزبرة الناعمة، وملعقة كبيرة من زيت الزيتون ونصف ملعقة صغيرة من عسل النحل الجبلى. وحتى إذا ما تأكد بنفسه من استقامة القوام وكثافته ونُضجه الكامل، غادر المطبخ تاركًا زوجته تضع لمستها الفنية الخاصة بعمل الطشة، المصحوبة بشهقة عالية مُدوية عجز طوال سنوات زواجهما عن تقليدها. كما عجز عن معرفة سبب علمى واضح لفساد وجبة الملوخية بالأرانب إن جاءت خالية من الطشة والشهقة!.
سمير على حسنين- مُحام بالنقض والإدارية والدستورية العليا