إلى متى
نسير بخيلاء
وندعى أننا دون غيرنا
ونحن لا نساوى شيئا
حتى سئمت الأرض
وتخلت
نعم.. تخلت
لم تعد تبدى الرغبة
فى الاستمرار
أصابها الملل
من ذلك الكائن الممل
الذى يسير على قدمين
لم تعد تتحمل وقع
أقدامه السخيفة
أدارت له ظهرها
وتركته يصارع (كورونا)
ويسقط صريعا
تباعا
لها العذر.. تريد أن تتنفس
أعلنت عن إعادة تدوير
كل شيء دون استثناء
واعادة مزجه بالتراب
حتى المشاعر
هاهى بذكاء شديد
تلفظ كابوسا
يجثم على صدرها
ألقت ما فيها
والكل يسأل..
هل تخلت؟
هل تخلت؟
ولا مجيب !
من حقها أن تتنفس!
وتزيل ركام صدرها
المثقل بهموم
ذلك الذى لم يعد
يعمرها.. كما أمر
ذلك الذى عرى أشجارها
واستباح.. واستباح
فلم تعد تعطيه ظلا
الأمر المضحك
أن هناك المزيد
من الصرخات.. الآهات
(لم نعد نريد شيئا)
(لن نؤذى بعضنا البعض)
(سنحاول أن نحب)
(سنزرع شجرة)
(سندخل الجنة فى كلب أو هرة)
سنردد بكل قوة:
أحد.. أحد
سنبحث عن جوهرنا المفقود
سننظر إلى السماء
ونبتهل.. حتى البكاء
فكل شىء عاجز
عن المشى والطيران
لم نعد ننتظر فنجان قهوة
ما زال قيد الإعداد
لم نعد نملك
اتخاذ القرار
أو حتى الفرار
ننتظر ما لا ينتظر
أيتها الأرض
التى منها خلقنا
من فضلك
لا تتخلى.. لا تتخلى
بهذة الصورة المهينة!