توقع خبراء استقرار سعر صرف الدولار الأمريكى مقابل الجنيه المصرى، بالرغم من توقف قطاعات مثل السياحة وغيرها، والتى كانت موردًا رئيسيًا للدخل الأجنبى، مؤكدين انخفاض الواردات، وقلة الطلب على الدولار مع تحقيق وفرة فى المعروض بسبب تراجع الاستيراد، وانخفاض سعر البترول عالميًا مما أدى إلى توفير مليارات، فى موازنة الدولة.
وتوقعت سهر الدماطى، الخبيرة المصرفية، استقرار سعر الدولار خلال الفترة الحالية، لعدة أسباب أبرزها انخفاض الطلب على الدولار، نظرًا لتراجع الوارادات خلال الشهور الماضية، والتوقع بانعدامها خلال الشهور المقبلة فى ظل انتشار كورونا.
وقالت الدماطى لـ«المصرى اليوم» إن مصر وفرت مليارات بعد انخفاض سعر برميل البترول من 70 دولارًا حتى بلغ 23 دولارا، مما ساهم فى خفض عجز الموازنة، مما جعل هناك توزانا فتراجع الدخل بسبب توقف السياحة، تم تعويضه من انخفاض سعر البترول، مع وجود وفرة فى المعروض فى الدولار لعدم وجود طلب بسبب قلة الاستيراد.
وأشارت الدماطى إلى أن تراجع الاحتياطى لـ37 مليار دولار لن يشكل خطرًا، لأن الاحتياطى ما زال فى الحدود الآمنة ويكفى احتياجات مصر لـ7 أشهر، وأن ما تم صرفه لتغطية احتياجات مصر بما يعادل 3.1 مليار جنيه، وسداد التزامات دولية خاصة بالمديونية الخارجية، واستحققات سندات بما يعادل 1.6 مليار جنيه، مؤكدة أن جميع تلك الأمور طبيعية وخاصة أننا فى فترة استثنائية على العالم أجمع.
ونوهت إلى أن الطلب على الشهادت الدولارية «شبه انعدم»، بعد استمرار البنوك فى طرح الشهادات ذات عائد الـ15%، مما جعل هناك إقبالا كبيرا على شراء تلك الشهادات.
وأكدت الدماطى أن قرار الصين بالتعامل باليوان الصينى، لشراء صادراتها، وإلغاء التعامل بالدولار سيكون له أثر كبير على سعر الدولار عالميًا، كما أننا نستورد من الصين بكميات كبيرة مما سيعمل على عدم الحاجة للدولار، مشيرة إلى أن آثار ذلك القرار ستظهر خلال الفترة المقبلة بشكل كبير.
وقالت: «لست قلقة من الالتزامات والديون فنحن قادرون على سدادها، مع إمكانية جدولة الديون، لأنها بأجل طويل، وفوائد بسيطة، كما أن هناك إمكانية لتأجيل بعض الأقساط، وهو أمر معظم دول العالم تعمل عليه حاليا نظرًا لظروف الأزمة الراهنة».
وتوقعت تأخر عودة السياحة، لحين ظهور علاج لكورونا، مؤكدة زيادة الاستثمارات فى أذون الخزانة، خلال وقت قريب، مشيرة الى أن جميع تلك الأسباب ستؤدى الى استقرار سعر الدولار.
وقال عمرو طنطاوى، العضو المنتدب السابق لبنك مصر ايران، ان الوضع الحالى ملتبس، ولا يوجد توقعات لنهاية فيروس كوورنا، مؤكدأ أن الوضع فى مصر مطمئن عن دول عظمى تدهورت الأوضاع بها.
وتوقع طنطاوى لـ«المصرى اليوم» أن يكون هناك استقرار فى سعر الدولار مقابل الجنيه، وأن حال استمرار سوء الأوضاع وعدم اكتشاف علاج لفيروس كورونا فى وقت قريب، سيكون هناك ارتفاع طفيف فى سعر الدولار.
وأشار طنطاوى، الى أن هناك تحديا كبيرا للحكومات، فى ظل سرعة انتشار المرض، وان الحكومات بين امرين كلاهما قاتل، ما بين الحفاظ على الصحة لضمان عدم انتشار المرض، وعدم إيقاف الاقتصاد والعمل تجنبًا للخسائر المالية، ولكن ذلك قد يستبب فى خسائر للأرواح البشرية.
وقال ان الذى يتحكم فى سعر الدولار بشكل كبير هو حركة الصادرات والوادرات، وإنه لدينا فرصة جيدة لزيادة الصادرات المصرية بعد تأثر دول كبرى بكورونا، وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها، وان زيادة الصادرات المصرية فى تلك الظروف قد تكون طوق نجاة، خاصة مع تقليل الوارادات بنسبة كبيرة من قبل أزمة كورونا، مع اجراءات الإصلاح الاقتصادى، وجاءت الأزمة لتؤكد صحة ذلك.
وأوضح أن مصر قادرة على الوفاء بالالتزامات الخارجية، وسداد جميع المستحقات فى موعدها، متوقعًا ان تكون الصادرات مصدرًا للدخل الأجنبى، وأنها الملاذ الآمن.