يأتى شهر رمضان هذا العام على الأمة الإسلامية، والعالم يشهد محنة عظيمة تحصد من أرواح الأبرياء. يأتى رمضان هذا العام والإخوة فى المواطنة يتصدون معًا للوباء. وهذا ليس أول رمضان يشهد تكاتفنا وتلاحمنا فى المحن، ففى أكتوبر 1973 شهد محنتنا واصطفافنا معًا وعبورنا من الهزيمة إلى النصر. بحلول شهر رمضان المبارك، يتجدد الأمل فى نفوسنا بزوال الغمة، التى اجتاحت أرجاء العالم. ويفيض علينا بسحائب العافية والسكينة والأمان والاطمئنان. ويذهب عنا البأس والخوف والهلع من ذلك الوباء اللعين، الذى حير الأطباء والعلماء. فالزائر شهر رمضان الكريم، والمزور كلٌ منا، فأهلًا رمضان بالهمم العالية، والوجوه الباسمة والقلوب الراضية المتشوقة للذكر والصلاة (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
أخبار متعلقة
فما أحوجنا إلى حُسن عبادة ربنا فى شهر رمضان، لتتجلى علينا رحماته وخفايا لطفه. رمضان النجاة من المحنة، فالصيام سوف يجعل البقاء فى البيت أمرًا يسيرًا فلا تذمر فيه، وانشغالنا بالقراءة والصلاة وإعداد الأطعمة المحببة لدينا فى هذا الشهر الكريم. لا تسل عمن هلك كيف هلك، ولكن سل عمن نجا كيف نجا؟ الله خالق الكون ومدبر أمره، وحلول شهر رمضان مع محنة الوباء، ليحيل أيامنا العصيبة تلك إلى برد وسلام. وكما قيل العواصف تملأ الساحل بالمياه حتى آخره، فكل محنة تخفى بين طياتها منحة.
حنان عمار- أسيوط
