«تأجيل شم النسيم»، 3 كلمات مكتوبة بالبنط العريض توسطت إحدى صفحات مجلة «آخر ساعة»، مع عبارتين فرعيتين تقولان: «ليس عيدًا دينيًا لأي طائفة في مصر.. شم النسيم بدأ مع نهاية وباء الكوليرا»، تحت هذه العناوين أجرت المجلة تحقيقا لبيان إمكانية تأجيل احتفالات شم النسيم بسبب تفشي وباء الكوليرا في مصر آنذاك.
تحقيق «آخر ساعة» يرجح إلى أربعينات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1947، عندما تفشى وباء الكوليرا في مصر للمرة الأخيرة، وجاء التحقيق ليستطلع آراء البعض حول تأجيل احتفالات شم النسيم لأمرين، الأول هو تفشي وباء الكوليرا، والثاني حلول شهر رمضان الذي كان يهدد بطغيان أجوائه على مظاهر الاحتفالات.
بعد 70 عامًا من تلك الواقعة، بدا أن التاريخ يعيد نفسه، حيث تزامنت احتفالات شم النسيم هذا العام مع حلول شهر رمضان ووسط انتشار فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) محليًا وعالميًا، ما دفع الحكومة المصرية إلى غلق الحدائق والمتنزهات وإيقاف حركة المواصلات العامة لتقليل التجمعات قدر الإمكان منعًا لانتشار العدوى.
وباء الكوليرا ضرب مصر مرات عدة، وفي المرة الأخيرة كان السبب في انتشاره هو الخضراوات، إذ تسببت في نقل العدوى بسرعة شديدة بين الناس، ما دفع الحكومة وقتها لإخلاء الأسواق وتطهير الخضراوات وتعقيمها، وبدأت الهيئة الصحية الدولية بإرسل أطقم مجهزة لتعقيم المنازل، ما يتطابق تمامًا مع الإجراءات الحالية.