للفن الألماني رونق وطعم خاص، فقد قال بيكاسو «الفن يزيل غبار الحياة اليومية عن النفس». وألمانيا تمنح الروح قسطاً من الإلهام بين المعارض الفنية، والمتاحف وقاعات العرض المختلفة. ومع كل الأزمات والكوارث العالمية، يبقى حب الفن شيئاً آخر، فالفن لا تسري عليه حدود المسموح، وحدة يكسر حدة الأوقات السيئة يحول الألم إلى أمل.
فبعد أن أغلقت الصالات الفنية والمتاحف أبوابها، بسبب تفشي فيروس كورونا، يقدم نحو خمسين فناناً مقيماً في برلين أعمالهم على شرفات الأبنية، ويدعون الجمهور إلى زيارتها لاكتشاف جانب جديد من الإبداع. المشروع الذي يقام في منطقة برينسلاور بيرج، في «متناول» المارة الذين يعبرون المنطقة، ضمن شروط الخروج والتجول القائمة، وذلك من أجل الجمع بين الحياة والفن والروابط بين الناس.
وقال المنظمين، إن الفن على الشرفة يعبر عن مواجهة العزلة والحجر، ومحاربة فيروس كورونا، ويعد دعوة إلى الأمل، وعدم الاستسلام، حيث أصبحت الشرفات مواقع فريدة للعروض اليومية. وفي برلين حيث إجراءات الإغلاق أقل صرامة من مقاطعات ألمانية أخرى، علقت أحد الشرفات طائرات ورقية، يصنعها الأطفال الألمان، خلال تنزهم في الأوقات المشمسة أملاً في العودة لهذه الأيام.
على الجانب الأخر، تزينت شرفة بأوراق المرحاض، التي سجلت ألمانيا أعلى نسبة شراء له خلال أزمة كورونا. وعلقت شرفة أخرى صوراً بالأبيض والأسود لأشخاص واقفين على شرفاتهم في أثينا أو قرطبة.