تصاعدت حدة الغضب بين جماهير الثغر ضد مجلس إدارة نادى الاتحاد السكندرى برئاسة عفت السادات، احتجاجاً على ما وصفوه بتردى الأوضاع داخل النادى وفشل رئيس النادى فى تحقيق وعوده بإبرام صفقات على مستوى عال دعماً للفريق الكروى الأول فى الموسم الجديد، فضلاً عن افتعال الأزمات مع عمرو أبوالخير، المدير الفنى لفريق السلة، الذى قدم استقالته من تدريب الفريق.
واحتشدت أعداد كبيرة من رابطة جماهير الاتحاد «جرين ماجيك» يوم الجمعة الماضى أمام مقر النادى بالشاطبى مطالبين برحيل المجلس الحالى بالكامل، لفشله فى إدارة شؤون «زعيم الثغر» منذ فوزه فى انتخابات الجمعية العمومية الأخيرة، فضلاً عن عدم تنفيذ برنامجه الانتخابى، الذى يقضى بتوفير قطعة أرض لإنشاء ملاعب للنادى، إلى جانب رفض عفت السادات تدعيم النادى مادياً رغم إعلانه فى وقت سابق التبرع بمبلغ «5 ملايين جنيه» حتى أصبح الفريق «يتسول» رديف الأندية من اللاعبين لعدم وجود أموال لإبرام صفقات ترضى التطلعات، بالإضافة إلى مساندة «السادات» لأحمد شفيق بشكل رسمى ومعلن فى انتخابات الرئاسة، رغم أنه كان يجب أن يقف محايداً حفاظاً على صورة النادى.
وذكرت مجموعة ألتراس «جرين ماجيك» فى بيان أصدرته لقد حذرنا سابقاً بأننا لن نسمح أبداً بانهيار النادى مرة أخرى أمام أعيننا ونحن نلعب دور المتفرجين فقط، وكما يعلم الجميع فإن شعب الإسكندرية الثائر الحر والذى ساند ثورة 25 يناير منذ اللحظة الأولى، وكان أحد أسباب نجاحها حتى حققت أهم مطالب الشعب المصرى بتغيير النظام الفاسد المستبد، ولذلك فإننا مستمرون فى عملية التطهير والتغيير من أجل استكمال مطالب ثورتنا وبناء على ذلك فلقد قررننا كمجموعة ألتراس «جرين ماجيك» الدعوة لوقفة احتجاجية اعتراضاً على وضع النادى المتأزم والمطالبة بتغيير مجلس إدارة النادى الذى لم يقدم أى شىء، ودعت الرابطة إلى الاحتشاد أمام النادى يوم الجمعة المقبل فى «جمعة التطهير» وهددت بتصعيد الاحتجاجات والاعتصام أمام مقر النادى لحين رحيل مجلس إدارة النادى بالكامل.
وتضاربت الأنباء حول رغبته فى تقديم استقالته، فى ظل الهجوم الذى يواجهه فى الآونة الأخيرة.
من جانبه قال عصام رشوان، عضو الجمعية العمومية، ممثل جماعة الإخوان المسلمين بالنادى، لا توجد نية لدى الجماعة إلى تصفية حساباتها مع رئيس النادى، رغم هجومه الضارى على الجماعة طوال الفترة الماضية، وتأييده لأحمد شفيق، على منصب رئيس الجمهورية.
وأضاف: «السادات أضر بالنادى عندما أقمحه فى السياسة وتأييد شفيق بصورة استفذت مشاعر جماهير وأعضاء النادى، فضلاً عن بحثه عن مجد شخصى والحصول على منصب سياسى من وراء هذا التأييد».
وتابع رشوان: «لن نسعى لإسقاط السادات من رئاسة النادى ولا توجد لدينا أطماع للسيطرة أو الهيمنة على مقاليد الحكم داخل زعيم الثغر كما يظن البعض، ولكن كيان النادى أهم من أى صراع ولابد أن يستمر السادات يتحمل وحده الأزمات التى تسبب فيها».
وتساءل: «هل من الممكن أن تدخل جماعة الإخوان المسلمين التى دخلت فى صراع مع أنظمة فاسدة وحكومات، فى مواجهة مع فرد؟».
واختتم عضو النادى، ممثل الإخوان المسلمين تصريحاته الخاصة لـ«المصرى اليوم» مؤكداً دعم الجماعة لإحدى الشخصيات البارزة الصادقة خلال الفترة المقبلة للدخول على رئاسة النادى فى الدورة المقبلة.
فيما طلب بعض أعضاء المجلس تقديم مذكرة لتحويل عدد من أعضاء النادى الذين شاركوا فى الوقفة الاحتجاجية للتحقيق بسبب هجومهم على مجلس إدارة النادى ورئيسه.
وفى المقابل، وصف عفت السادات، الوقفة الاحتجاجية التى نظمها عدد من الجماهير بـ«الزوبعة فى فنجان»، وأكد أن مجلس الإدارة مستعد للجلوس مع الجماهير والمعارضة لمناقشة عدد من القضايا التى تفجرت مؤخراً لتوضيح الأمور.
وتابع «تعاقدنا مع مجموعة مميزة من اللاعبين أبرزهم الحارس محمد عبدالمنصف، وعلاء كمال وعبدالرحمن محيى، والكاميرونى أوتوبونج، فضلاً عن نجاحنا فى إعادة الإسبانى ماكيدا مجدداً لقيادة الفريق».
وعن أزمته مع عمرو أبوالخير، قال «أبوالخير تقدم باستقالته بنفسه دون ضغوط من جانب إدارة النادى، وذلك بعدما حصل على عرض لتدريب أحد الأندية الإماراتية، على عكس تصريحات المدير الفنى التى أشار فيها إلى أننا السبب فى تطفيشه».
وألمح السادات إلى أنه نجح فى توفير مبالغ كبيرة لخزينة النادى بفضل التظلمات التى تقدم بها ضد شكاوى اللاعبين للجنة شؤون اللاعبين.
وعلى صعيد الفريق الكروى الأول اشتعلت مجدداً أزمة عفت السادات، رئيس النادى مع محمود فتحى، لاعب وسط الفريق، وذلك فى أعقاب تقدم الأخير بشكوى رسمية إلى منطقة الكرة بالإسكندرية، بسبب منعه من الانتظام فى التدريبات لرفضه التوقيع على العقوبات التى اعتمدتها إدارة النادى بخصم 50٪ من مستحقاته لاعتراضه على منح محمد عبدالمنصف، حارس مرمى الفريق، شارة الكابتن وكشف اللاعب عن تقديم شكوى إلى لجنة شؤون اللاعبين اليوم بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية لدى النادى، والمطالبة بفسخ عقده.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه رئيس النادى عن نجاحه فى إقناع حارس الزمالك السابق بالعودة مجدداً للانتظام فى تدريبات الفريق. وقرر عبدالمنصف فى وقت سابق إنهاء علاقته بالنادى على خلفية أزمة الشارة، والتى ترتب عليها تلقيه عدداً من رسائل التهديد والسب، مشيراً إلى أنه تراجع عن قراره بعد تدخل السادت. وأعرب «فتحى» عن استيائه من تعنت رئيس النادى ضده وقال: «لا أعرف لماذا يتعمد السادات إثارة أزمة وخصم مستحقاتى المالية دون مبرر رغم عدم تطاولى عليه، على عكس ما أشيع مؤخراً».
وتساءل لاعب وسط الفريق: «لماذا يسعى رئيس النادى إلى الاستمرار فى منصبه رغم تهربه الدائم من منح اللاعبين مستحقاتهم وحقوقهم، فهل أصبح كيان النادى مطمعاً لتحقيق الشهرة وتحقيق أهداف شخصية».
وأكد محمود فتحى فى تصريحاته الخاصة لـ«المصرى اليوم» أنه ذكر خلال التحقيقات أنه لم يخطئ فى حق رئيس النادى مؤكداً أحقيته فى الاعتراض على منح عبدالمنصف شارة الكابتن لأنه قرار غير صحيح فى ظل وجود عدد من اللاعبين القدامى لهم أولوية الحصول على الشارة وأولهم الهانى سليمان.
وكشف اللاعب عن تلقيه عرضين من ناديى المقاصة وطلائع الجيش، معتبراً أن الشكوى المنتظرة أن يتقدم بها لفسخ تعاقده مع النادى خطوة لرحيله خلال الفترة المقبلة.
وفى سياق متصل، ينتظر أن تتفجر أزمة جديدة داخل صفوف الفريق بعد عودة عبدالمنصف فى وجود الحارس الهانى سليمان، والذى مدد تعاقده مع النادى موسمين إضافين، مقابل 3 ملايين جنيه، والذى لن يتنازل عن حقه فى شارة الكابتن. فيما نشبت خلال الأيام القليلة الماضية أزمة بين عفت السادات، والمدير الفنى خوان خوسيه ماكيدا، وذلك بعد موقف الأخير بالموافقة على مشاركة محمود فتحى فى تدريبات الفريق، ضارباً بتعليمات رئيس النادى بمنعه من الانتظام بالمران عرض الحائط.