x

واشنطن بوست: مكانة القوات المسلحة تم بناؤها عبر عقود من الحكم الديكتاتوري

الأحد 08-07-2012 15:58 | كتب: بسنت زين الدين, هشام الغنيمي |
تصوير : other

قالت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية إنه بالرغم من الانتقادات الموجهة للمؤسسة العسكرية في مصر، فإن المؤسسة العسكرية لاتزال «مبجلة».


وأشارت الصحيفة إلى أن «متظاهري التحرير الذين أطاحوا بالرئيس السابق حسني مبارك، تبنوا رؤية القوات المسلحة كـ(أوصياء الثورة وحراسها)، وتلك الرؤية اضمحلت بسرعة وسط تقارير عن جنود يطلقون النار على المتظاهرين وينتهكون حقوق النساء، فضلاً عن تأخر المجلس العسكري في عملية التحول الديمقراطي وتجريد الرئيس الجديد من صلاحياته».


 ورأت الصحيفة أن «إعجاب الجمهور بمؤسسة الجيش من العوامل التي تساعد على الاستقرار»، ومع ذلك يشير المحللون إلى أنه «عندما يبتعد الجنرالات عن دائرة الضوء، فإن هذا الإعجاب يمكن أن يعيق الجهود المبذولة من أجل السيطرة المدنية على البرلمان والشؤون العسكرية، وهو أمر ربما يحتاج إلى دعم من الشعب الذي تعب من الاحتجاجات وأصبح يتطلع إلى قيادة الرئيس محمد مرسي»، حسب قولها.


ونقلت الصحيفة عن اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي والأمني، وأحد المقريبن من المجلس العسكري، على حد وصف الصحيفة، قوله إن «الغالبية العظمى من المصريين يؤيدون الجيش والمجلس العسكري، والناس ينظرون إلى الجيش بوصفه (المنقذ النهائي)».


وتابعت الصحيفة أنه «رغم الانتقادات غير المسبوقة الموجهة لكبار القادة في الجيش، والإشارات القليلة إلى الانتقاص من سمعة هذه المؤسسة، فإن القوات المسلحة لا تزال عموما تحظى بالاحترام».


وأضافت الصحيفة أن «مكانة القوات المسلحة تم بناؤها عبر عقود من الحكم الديكتاتوري، بواسطة رؤساء قدموا من هذه القوات، ودعموا هذا البناء بقوانين الرقابة التي تمنع نشر أي شيء عن هذه المؤسسة، الأمر الذي حصنها ضد الفحص والرقابة».


وأكدت الصحيفة أنه «منذ بداية الثورة فإن النقد العلني لهذه المؤسسة، التي كان المساس بها في الماضي من المحرمات، ومحاكماتها لآلاف المدنيين بعد الثورة، وتمسكها الصارخ الواضح بالسلطة، قد مس بسمعتها بشكل لم يحدث من قبل».


وأشارت الصحيفة إلى وجود انقسام داخل القوات المسلحة بين الجنود، حول تعامل القوات المسلحة مع المدنيين خلال الفترة الانتقالية، ونقلت الصحيفة عن أحد المجندين، الذي رفض ذكر اسمه، ويعمل في منشأة طبية تابعة للجيش في القاهرة، قوله: «بعد كل حملة القوات على المتظاهرين منذ العام الماضي، ونحن نرتدي الزي الرسمي، كنا نرى تساؤلات وتعليقات من المدنيين بين المديح والإدانة».


وأضاف قائلا: إن «تعليمات القادة للجنود كانت بعدم الانخراط شخصيا في المظاهرات، وفي داخل الوحدة كان هناك انقسام حول دور الجيش، وفي رأيي  الجنود استخدموا العنف في كثير من الأحيان في التعامل مع المدنيين، ونحن لا نفهم تماما لماذا كان هناك ضحايا، لكن ما نفهمه أن أحد العوامل التي أسهمت في العنف، تدني مستوى التعليم في صفوف القوات الأمامية».


من جانبه قال سيد الشيمي، المحلل السياسي بمجموعة الأزمات الدولية، إن «الانتقادات الموجهة إلى وجود (العسكري) في كل شيء هي علامة على طريق التحول في مصر، والذي يبدو أنه لا رجعة فيه».


وأضاف قائلا: إن «البيئة السياسية الجديدة ليست ودية لإبقاء الأمور سرية، والصراع على السلطة بين المدنيين والعسكريين الذي يجري الآن على الأرجح سيكون خلف الأبواب المغلقة».


وأكد المحلل السياسي، كينت ستاتشر، المتخصص في الشؤون المصرية، أن «محمد مرسي سيكون مسؤولا عن كل أخدود في البلاد، ومصر مليئة بالكثير من الحفر، واللوم سينتقل في النهاية من المجلس العسكري إليه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية