فى الوقت الذى تستعد فيه جنوب السودان للاحتفال بالذكرى الأولى للانفصال، الاثنين، وجهت الدولة الوليدة دعوة للرئيس السودانى عمر البشير للمشاركة فى الاحتفال.
من جانبه، أكد الأمين العام لحكومة جنوب السودان، أبدون أقاو، لموقع «الجزيرة» الإخبارى، أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وجه دعوة رسمية إلى البشير للمشاركة فى احتفالات جوبا بالذكرى الأولى لـ«الاستقلال» عن السودان، مشيراً إلى أنهم وجهوا الدعوة أيضاً لرؤساء كينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا، وأضاف «أقاو» أنه رغم التوتر الذى يسود طبيعة العلاقة بين الخرطوم وجوبا، فإن ذلك لا يمنع دعوة البشير لتلك المناسبة، مشيراً إلى أنهم لم يتلقوا الرد من الحكومة السودانية بشأن الدعوة.
ويستعد شعب الدولة الوليدة للاحتفال بمرور عام على تأسيس دولتهم، بينما ذكرت تقارير دولية واعترافات رسمية أن أحدث دولة فى العالم تعانى من ضائقة اقتصادية كبيرة، ازدادت تفاقما بعد إقدامها على وقف إنتاج النفط الذى يدخل بنسبة 98٪ فى موازنة الحكومة، وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن جمهورية جنوب السودان، التى تحتفل بمرور عام على تأسيسها، تشهد حالياً ظهور أزمة إنسانية جديدة فى مخيمات اللاجئين بإحدى المناطق الشمالية بها، مشيرة إلى أن نحو 8 أطفال يموتون فى مخيم «جامام» للاجئين.
من جهة أخرى، تواصل قمع القوات السودانية الاحتجاجات المستمرة للأسبوع الثالث، واستخدام القنابل المسيلة للدموع، لتفريق مظاهرات محدودة فى أنحاء السودان طالبت بإقالة حكومة البشير، الذى يحكم البلاد منذ 23 عاما.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن المبعوث الخاص الأمريكى السابق للسودان، أندرو ناتسيوس، قوله: «إن أموال البشير التى يدفع منها للقوات تنفد بسرعة، ما يزيد من فرص تمرد عسكرى، وإنه إزاء ذلك قام بتقديم خطة بديلة ملتوية للتشبث بالسلطة». وأوضح «ناتسيوس» أن البشير كون قوة يقدر عدد قوات الأمن الخاصة بها ما يساوى 30 ألف فرد، مجتذباً أعداداً كبيرة من قبيلته العربية، إلى جانب ثكنات تحت الأرض وترسانات مخبأة، ليكون كل هذا جاهزا للدفاع عن النظام فى الشارع كخط دفاع أخير.