وكما أن النهضة تعنى نهضة الفنون، وليس توفير الحد الأدنى من احتياجات الإنسان المادية، وتعنى مشاركة المجتمع المدنى بدعم الحكومة على جميع المستويات الأدبية والمالية والقانونية، فإن النهضة أيضاً لا تعنى نهضة الفنون فى العاصمة، وإنما فى كل مدن البلاد، ولذلك فإن نهضة الفنون فى الإمارات لا تقتصر على العاصمة أبوظبى، وإنما تشمل كل المدن الأخرى، خاصة دبى التى أصبحت مدينة دولية بكل معنى هذه الكلمة، وما شهدته دبى الأسبوع الماضى الذى قضيته فى الإمارات دليل واضح على هذا.
إنها سبعة أيام بالمصادفة، ولكن فى هذه الأيام كان فى دبى ثمانية معارض للفوتوغرافيا ومعرض للفنون التشكيلية، وهو معرض «آرت دبى» السنوى، الذى يقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبى ورئيس مجلس وزراء الإمارات، واشترك فيه هذا العام أكثر من 300 فنان من 50 دولة من دول العالم بـ400 عمل فنى. أما معارض الفوتوغرافيا فهى ستة معارض فى إطار الدورة الثانية لجائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولى عهد دبى، وهو مصور وعاشق للفوتوغرافيا، واشترك فى الدورة الثانية من دورات الجائزة، التى تحمل اسمه، 26 ألف صورة من 121 دولة، والمعارض الستة هى المعرض العام، ومعرض جمال الضوء، ومعرض الأبيض والأسود، ومعرض صور من الإمارات، ومعرض الفائزين، ومعرض لصور الشيخ حمدان.
ويرتبط المعرضان الآخران بالسينما على نحو وثيق، ففى جاليرى «برو آرت» معرض «نظرة خاطفة على الفوتوغرافيا» الذى اشترك فيه 24 مصوراً منهم المصرى يوسف نبيل، وجاء عمله من الفن المركب عن تاريخ السينما المصرية بعنوان «الأبواب المفتوحة» والكثير من الأعمال الأخرى كانت أيضاً على السينما فى هوليوود والعديد من بلاد العالم. وفى جاليرى «جام آرتى» معرض «مارلين مونرو» الذى عرضت فيه 12 صورة لنجمة هوليوود الأسطورية بأسعار تتراوح بين 60 و150 ألف دولار أمريكى للصورة الواحدة، وتستمد هذه الصور أهميتها من الموضوع ومن المصور الذى صورها، وهو الأمريكى العالمى بيرت ستيرن الذى يعتبر من كبار مصورى القرن العشرين، والصور المعروضة من بين 2600 صورة التقطها ستيرن للفنانة على مدى ثلاثة أيام متوالية فى فندق بيل إير فى هوليوود فى يونيو 1962 قبل أسابيع قليلة من انتحارها. وهذا كله بعض من برامج الفنون الكثيرة فى دبى خلال أسبوع واحد جاء بالمصادفة، فماذا لو تعمد المرء الذهاب من أجل برامج محددة؟!