x

سمير فريد النهضة تعنى نهضة الفنون سمير فريد الإثنين 25-03-2013 20:57


عدم وجود أزمات فى الأمن والمرور والخبز والوقود والتعليم والإسكان والصحة لا يعنى تحقيق نهضة، فهذه هى الأمور الأساسية التى تجعل أى دولة ناجحة، بل تبرر فكرة «الدولة» ذاتها، فهى ليست أداة لقمع السكان، وإنما ليصبحوا مواطنين سعداء أو على الأقل غير تعساء.

النهضة تعنى نهضة الفنون لأنها ليست من الاحتياجات المادية للإنسان، وإنما من الاحتياجات الروحية، ومن دونها يعيش كالحيوان يأكل ويشرب وينام، ومن يدرى ربما تكون للحيوانات متعها الروحية الخاصة التى لا نعلمها أو يعلمها علماء الحيوان فقط.

والإمارات العربية المتحدة دولة فى نهضة لأنها تشهد نهضة حقيقية فى الفنون، وفى الأسبوع الماضى الذى عشته فى الإمارات، وخلال هذه المدة المحدودة من الزمن، وضمن برامج مهرجان أبوظبى للفنون الذى يستمر أكثر من ستة أسابيع، كانت هناك سهرة فى مسرح قصر الإمارات مع عازف الفيولين التشيكى العالمى جوشو ابيل «45 سنة»، وأربع سهرات مع أربعة عروض لفرقة باليه مارينسكى، وهى من أعرق وأهم فرق الباليه فى روسيا والعالم.

وفى شهر الفرانكوفونية «اللغة الفرنسية»، وبالتعاون بين مهرجان أبوظبى والرابطة الثقافية الفرنسية والمعهد الفرنسى فى الإمارات وفرع جامعة السوربون فى العاصمة الإماراتية، تم تقديم أوبرا «كارمن» الشهيرة للموسيقار الفرنسى جورج بيزيه «1840 - 1875» التى ألفها عن قصة بروسيير مريميه الصادرة عام 1874، وأخرج العرض إيف بوفيس لفرقة أوبرا باريس بقيادة المايسترو فيليب جوردان، وقامت بدور كارمن الإيطالية العالمية آنا كاتارينا أنطوناتش، وقام نيكولاى شوكوف بدور الجندى الريفى دون جوزيه.

والنهضة فى الفنون لا تكتمل بل لا تكون عن طريق المؤسسات الحكومية فقط وإنما بمشاركة مؤسسات المجتمع المدنى بتشجيع من الحكومة، ودعم هذه المؤسسات مالياً وأدبياً وقانونياً. ومن بين أجمل ما شاهدته فى أبوظبى معرض «فى بيتنا لوحة» فى مجمع أبوظبى للفنون الذى أسسه ويديره المهندس أحمد اليافعى، وقد اشترك فى المعرض 30 فناناً كل منهم بعشر لوحات تباع بأسعار رمزية من 250 درهماً إلى 2000 درهم حتى يتم ترسيخ مبدأ شراء اللوحات والأعمال الفنية فى المجتمع، وهكذا تكون نهضة الفنون.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية