x

إبراهيم البحراوي السلام فى حوارات أوباما الاستراتيجية بالمنطقة إبراهيم البحراوي الإثنين 18-03-2013 20:39


غداً يصل الرئيس أوباما إلى محطته الأولى من زيارته لمنطقة الشرق الأوسط وهى إسرائيل. إذا تساءلنا عن فرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وما قد يحمله أوباما فى جعبته تأتينا الإجابة فى صراحة شديدة على لسان نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى. لقد أبرزت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تصريحات بن رودس تحت عنوان «نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى يقول: على إسرائيل أن تقنع الشعوب العربية بجديتها فى السلام»، وتحت العنوان قال الرجل إنه بعد الربيع العربى لم تعد مهمة إسرائيل مقصورة على إقناع مجموعة من الحكام الديكتاتوريين بجديتها فى السلام ولكن عليها إقناع الشعوب أيضاً. أضاف الرجل أن هذا الأمر مطلوب للحفاظ على الأقل على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر- لقد حافظت مصر حتى الآن على التزاماتها الدولية بما فى ذلك اتفاقية السلام مع إسرائيل، وهناك فرصة لأن تكون هذه الاتفاقية أساساً لتأييد سلام أوسع فى المنطقة،

وحتى لا يترك المسؤول الأمريكى لأحد أى فرصة لتصور أن لدى الرئيس أوباما مبادرة جديدة يسارع إلى القول: «لقد أوضحنا أنه لن تكون فى هذه الزيارة محاولة لعرض مبادرة جديدة». إذن ما الذى يحمله أوباما إلى المنطقة حول قضية السلام؟ يجيب بن رودس قائلاً إن قيمة رحلة الرئيس فى هذا التوقيت الذى يشهد حكومتين جديدتين فى كل من إسرائيل والولايات المتحدة هو إجراء حوار استراتيجى موسع، ويضيف الرجل إيضاحاً بقوله ذلك أنه لا يمكنك أن تتوقع إنهاء صفقة كبيرة مع حكومة جديدة ولكنك تريد فتح حوار موسع عن الموضوعات التى نتعاون فيها على أساس يومى. بعد ذلك يضع بن رودس النقاط علىالحروف لينبئنا بما سيحدث فى الفترة التالية على الزيارة فيقول من الواضح أنه ستكون هناك قرارات ذات مغزى فى الشهور والسنوات المقبلة فى موضوع إيران وسوريا،

والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. إذن نحن أمام زيارة تفتح الباب لحوار استراتيجى حول السلام وأمور أخرى ليضع تصورات مشتركة أمريكية - إسرائيلية يمكن أن تنبنى عليها قرارات تصدر تباعاً على مر الشهور والسنين المقبلة. فما الذى يمكن أن ينتهى إليه هذا الحوار الاستراتيجى بعد الربيع العربى؟ إن المتغير الرئيسى الجديد الذى طرأ على المنطقة، كما يقول بن رودس هو أن القرار العربى لم يعد حكراً على الحاكم الديكتاتور،

بل أصبح الشعب شريكاً فاعلاً فيه. السؤال هنا هو كيف يمكن لأوباما الذى فشل خلال ولايته الأولى فى إقناع نتنياهو بتجميد الاستيطان أن ينجح اليوم فى إقناعه باسترضاء الشعوب العربية لتقتنع بجدية إسرائيل فى السلام؟! ترى هل سيكون منطق أوباما مؤسساً على القول لزعماء إسرائيل بأن أمامهم فرصة تتمثل فى قبول حكم الإسلاميين فى مصر بمعاهدة السلام واحترامها، وأن هذا الحكم قادر على إقناع الفصائل الجهادية الإسلامية العاملة ضد إسرائيل والولايات المتحدة باحترام عملية السلام الجديدة إذا تمت؟! فى تقديرى أن المصلحة الاستراتيجية الأمريكية تقتضى تحييد حرب الجهاديين الإسلاميين ضدها،

باعتبارها حامية الاحتلال الإسرائيلى، غير أن للإسرائيليين منذ الهجوم على نيويورك وواشنطن عام 2001 نظرة أخرى تقول إنه لا يمكن تحييد الجهاديين بالسياسة وبأسلوب الجزرة، لكنه يمكن تحييدهم بواسطة مزيد من القوة، لقد جرب الإسرائيليون هذا الأسلوب مع العناصر الجهادية الاستشهادية التى كانت تفجر نفسها داخل المدن الإسرائيلية خلال انتفاضة الأقصى، وذلك بتوسيع دائرة العنف ضدهم، بإنزال العقوبات بأسرهم وتدمير بيوتهم فضلاً على بناء الجدار العازل. فهل سيجيب نتنياهو على أوباما بنفس المنطق الذى استخدمه شارون ضد الانتفاضة، أم أن هناك جديداً قد طرأ على التفكير الإسرائيلى؟

الجديد فى تقديرى هو أن هدف ابتلاع نصف الضفة الغربية بالاستيطان يمكن أن يتخد طابعاً شرعياً بموافقة الفلسطينيين وسائر العرب على تسوية تتضمن قيام الدولة الفلسطينية على قطاع غزة ونصف الضفة، مع تعويضها بمساحات فى صحراء النقب تساوى مساحة نصف الضفة. لقد أعلن نتنياهو موافقته على إقامة دولة فلسطينية فى خطاب جامعة بارايلان عام 2009، وكانت شروطه باختصار: الاحتفاظ بنصف الضفة ورفض عودة اللاجئين والسيطرة على المجال الجوى الفلسطينى والحدود مع الأردن والاحتفاظ بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل.

فى تصورى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة بكل مكوناتها «حزب الليكود بيتنا 31 مقعداً وحزب يش عاتيد (هناك مستقبل) 19 مقعداً وحزب البيت اليهودى 12 مقعداً وحزب هتنوعاه 6 مقاعد» ستكون مستعدة لصفقة إقامة الدولة الفلسطينية مع بعض التنازلات البسيطة عن مواصفات نتنياهو مقابل الحصول على السلام الشامل مع جميع الدول العربية طبقاً لمبادرة السلام العربية التى طرحت فى قمة بيروت 2002.

السؤال هو هل سيجد أوباما فى حواراته الاستراتيجية فى العواصم العربية التى سيزورها بعد إسرائيل قبولاً لهذا الطرح؟ وما الذى سيقدمه أوباما لإقناع الشعوب العربية بقبول مثل هذه التسوية الهزيلة التى لم تقبلها الشعوب ولا حكامها قبل الربيع العربى؟

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية