x

ابنة رمسيس الثانى تسكن عشوائيات «الكوم».. والأهالى: «العروسة وقفت حالنا»

الجمعة 06-07-2012 23:17 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : حسام فضل

وسط سوق شعبية تحيط بها المساكن العشوائية والمقابر تقف «ميريت آمون»، أجمل تمثال جسده المصرى القديم لامرأة، فى ساحة معبد أخميم بسوهاج.. تقف «ميريت آمون»، ابنة رمسيس الثانى، شاهدة على عذاب سكان منطقة «الكوم العشوائية»، التى تجاهلتها كل خطط التطوير، حتى المشروع الوحيد لتطوير المنطقة، الذى كان يقضى بنقل سكان المقابر المجاورة للمنطقة، لاستكمال عمليات اكتشاف أكبر المعابد المصرية توقف مع أحداث الثورة، لتستمر معاناة السكان ومعاناة «ميريت» أو «العروسة»، كما يطلق عليها أهالى أخميم.

«من ساعة ما طلعت العروسة حالنا وقف»، بهذه الكلمات بدأ ضاحى أحمد، الذى يسكن أحد المنازل الملاصقة لسور المعبد حديثه معنا، وقال: «عندما اكتشفوا العروسة قالوا لنا إن وجودها سيحسن من حالنا، لكن للأسف لم يحدث شىء، الكل يأتى هنا لالتقاط الصور ثم يذهب دون أن ينظر إلينا، ونحن هنا شاربين المرار».

يقول «ضاحى» إن منزله استخدم كاستراحة ومكان للتصوير لفريق مسلسل «الرحاية» بطولة الفنان نور الشريف، وكان الجميع يصعدون فوق سطح منزله لتصوير المعبد، لكن أحداً لم يلتفت لحاله هو وأولاده الـ11.

تقع منطقة «الكوم» على تلة صغيرة مقسمة إلى عدة أقسام، وهى شبيهة بمنطقة «تل العقارب» فى القاهرة، تجولنا داخل شوارع المنطقة العشوائية ورصدنا مبانيها المنهارة، وفشل الحكومة فى حل مشاكل السكان، ومن بينهم كاملة محمود، وهى سيدة لديها 4 أولاد. منزلها المكون من غرفة واحدة آيل للسقوط، ولم تحصل من المحافظة سوى على خيمة إيواء بعد أن قالوا لها إن وجودك فى المنزل خطر على حياتك. تقول كاملة: «لا أعرف ماذا أفعل بالخيمة وأين أضعها؟، لذلك ما زلت أقيم فى منزلى الذى يمكن أن ينهار فوق رأسى فى أى وقت، لكن ما العمل، المحافظة أعطتنى خيمة، ولم تقل لى أين أنصبها».

حال كاملة لا يختلف كثيراً عن حال سكان الكوم، فالجميع يسكنون فى منازل طينية آيلة للسقوط ليس بها ماء ولا صرف صحى، فتوصيل مواسير الصرف الصحى للمنازل سيؤدى إلى انهيارها، حتى إنهم من شدة الفقر لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس، وتقول الزين أحمد، إنها لا تستطيع إرسال أبنائها إلى المدرسة لقلة دخلها، فزوجها يعمل على عربة كارو.

ولأنهن يئسن من المستقبل ومن أن يستجيب أى من المسؤولين لطلباتهم أو حتى ينظر إليهم، لم يجدوا أمامهم غير التحسر على الزمن الماضى، وتقول نادية بخيت: «الدنيا زمان كانت حنينة علينا والمعايش كانت أرخص، ياريت ترجع ترخص تانى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية