x

طارق الغزالي حرب الموازنة القادمة لحكومة الإخوان.. إما العدل والشفافية أو العصيان طارق الغزالي حرب الأحد 17-02-2013 21:11


فى مؤتمر صحفى بالسفارة الأمريكية رد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان «مايكل بوزنر» على سؤال لمراسل صحيفة حكومية عن ضرورة احترام نتائج الانتخابات كدليل على التمسك بالديمقراطية بقول فيه من الخبرة والعقل والحكمة ما يستحق الإشارة إليه، ربما يتعلم شيئاً هؤلاء الطبالون والزمارون الذين يعزفون نغمة واحدة يرقصون عليها ليل نهار وهم يرددون كلاماً مُتهافتاً عن شرعية الصندوق.

قال الرجل بالنص: «الديمقراطية الحقيقية ليست فى الدستور والانتخابات، لكنها فى سيادة القانون والمساءلة والشفافية والصحافة الحرة وحرية التظاهر والتعبير عن الرأى والقوانين التى تخدم منظمات المجتمع المدنى فى أداء دورها الفعال، وتمكين المرأة وإفساح المجال أمامها للقيام بدورها واحترام الأقليات والتعددية.. فكل هذه العوامل مجتمعة تؤثر فى قيام المجتمع الديمقراطى القوى بدرجة أهم بكثير وتسبق الانتخابات».

لفت نظرى فى هذا الكلام، المحترم المتفق مع العصر، الحديثُ عن المساءلة والشفافية وحرية التعبير عن الرأى كأسس لاغنى عنها لقيام المجتمع الديمقراطى الحديث.. وحيث إن هذه الأيام تشهد وضع اللمسات النهائية للموازنة العامة للدولة التى تُوضع لأول مرة بعد الثورة فى ظل حكم مدنى مُنتخب، سيطر عليه لأسباب عديدة جماعة الإخوان، فإن الشعب المصرى الواعى ينتظر أن يعرف قريباً بأقصى درجة من الشفافية والوضوح تفاصيل بنود موازنة العام المالى 2013- 2014 ومدى تعبيرها عن الأهداف التى ثار من أجلها الشعب المصرى.

لقد ذكر المحامى الكبير الأستاذ نجاد البرعى فى عموده يوم الجمعة الماضى أن تقريراً عالمياً يصدر سنوياً عن «المشاركة الدولية للموازنة» يضع مؤشراً لدول العالم عن مستوى رقابة الشعوب لميزانية الدولة ومشاركتهم فى إعدادها، هذا التقرير وضع مصر فى ذيل قائمة الدول بتقدير «ضعيف»، وجاء فيه أن هذا معناه أن الحكومة لا توفر للمصريين معلومات عن موازنة الحكومة وأنشطتها المالية، الأمر الذى يجعل من الصعب عليهم مُساءلتها عن إدارة المال العام.

إن الشعب الذى قام بثورة عظيمة ودفع ومازال يدفع من دماء أبنائه ومُعاناته الكثير من أجل تحقيق أهدافه فى الحصول على لقمة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، هذا الشعب من حقه أن يطلب بل يأمر حكومة الإخوان- التى انفردت بمسؤولية إدارة الدولة رغماً عن أنف الجميع وتدَّعى أنها حكومة الثورة- بأن تبدأ اعتباراً من هذا الأسبوع فى طرح البنود المقترحة لموازنة العام القادم بمنتهى الوضوح والتفصيل والشفافية، خاصة بعد تناثر الأقاويل عن نوايا لحكومة الإخوان لا تختلف كثيراً عما كان يحدث فى عهود الفساد والاستبداد.

إذا قابلت الحكومة- التى يصر على بقائها د. مرسى- هذه المطالب المشروعة بالتجاهل والاستهبال، وهو ما أتوقعه، فإننى أدعو أبناء الشعب المصرى للامتناع عن دفع الضرائب هذا العام إلى أن نعرف بالضبط أين تذهب فلوسنا. إن هذه ليست دعوة للعصيان ولكنها فى الحقيقة دعوة إلى التمسك بحقوق أساسية يعرفها العالم المُتحضر فى كل مكان، وبدونها فلا أمن للمواطن ولا أمان.

عن جبهة الضمير: عندما قرأت معظم أسماء من وقعوا على وثيقة ما سُمى «جبهة الضمير» تذكرت حكاية تُروى عن الفيلسوف الساخر البريطانى الشهير برنارد شو، وهى التى تحكى عن أن شخصاً قد حاول إحراجه أمام جمع من الناس فقال له: إنك عظيم يا «شو» ولكن عيبك أنك تبحث عن المال.. فسأله «شو»: وأنت تبحث عن أى شىء؟ فأجابه الرجل بفخر: أنا أبحث عن الشرف.. فرد الفيلسوف البريطانى بعبارة موجزة ولكنها عميقة الدلالة: « كلٌّ يبحث عما ينقصه»! فدعوا هؤلاء يبحثوا عما ينقصهم، ولن يُحيى الضمائر الميتة عضوية مجلس أو منصب أو جاه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية