x

طارق الغزالي حرب جماعة «الإخوان الكذَّابون» لا تحترم حتى الدستور الذى وضعته طارق الغزالي حرب الأحد 10-02-2013 21:03


نشرت صحيفة «الوطن» يوم 6/ 2 نص حوار مُطول أجرته الصحفية المتميزة نشوى الحوفى مع الرئيس التركى عبدالله جول.. وأنا هنا لن أعلق على العناوين الكثيرة التى جاءت بالحوار، والتى يصلح كل منها لأن يكون عنواناً لدرس يحتاجه بشدة الرئيس الإخوانى محمد مرسى، لعله يفيق قبل أن يأخذه ويأخذنا معه الطوفان، مثل قوله «أنا رئيس كل الأتراك.. قدمت استقالتى من الحزب وفتحت بابى لمن كان يؤيدنى ومن كان يعارضنى وأشركت الجميع فى المسؤولية.. تلك هى الديمقراطية»، وقوله أيضاً: «يجب أن يمتلك رجل الدولة الصبر والحكمة حتى يزيل مخاوف الشعب منه، وأن يختار مسؤوليه بمعيار الكفاءة وليس الولاء للتنظيم».. فقط سوف أعلق على جزء من الحوار سألت فيه المُحاورة الرئيس عن انتمائه لأحزاب إسلامية فرفض الرجل ذلك القول بشدة قائلا: «إننى أرفض هذا الوصف للأحزاب لأن الدستور التركى يمنع ذلك».. وهكذا يرفض رجل الدولة التركى مجرد التلفظ بكلمات «يقصد وصف الأحزاب بالإسلامية» يرى أن فيها مساساً بالدستور والقانون. فى نفس الصحيفة وفى نفس اليوم نُشر خبر عن أن السيد عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، تقدم بأوراق وتوكيلات لإشهار حزبه رسمياً تحت مُسمى «حزب الوطن» فى نفس الوقت الذى قال فيه السيد يسرى حماد، نائب رئيس الحزب، إن المرجعية الشرعية للحزب تشمل جميع العناصر المُعتبرة، وكشف عن طلبهم من مجلس شورى العلماء السلفى أن يكون المرجعية الشرعية للحزب باعتباره ممثلاً لجميع التيارات الإسلامية، بالله عليكم يا من بيدكم قرارات المنح والمنع، بماذا يمكن أن يوصف حزب مثل هذا يحدد توجهاته مجلس شورى العلماء السلفى؟! وبالمناسبة فإن هناك هيئة أخرى ظهرت فجأة بعد ثورة 25 يناير بشهور قليلة أطلقت على نفسها «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» لا أحد يعرف كيف تكونت أو مدى قانونيتها، تضم مجموعة من غُلاة الرجعيين المتعصبين من كل التيارات التى تطلق على نفسها اسم «الإسلامية»، ويشغل السيد خيرت الشاطر أبرز قادة الإخوان فيها منصب نائب رئيس الهيئة التى تضم كذلك غيره من الإخوان المتحكمين فيما يُسمى «حزب الحرية والعدالة» أن لهذا الحزب أيضاً مرجعية تتمثل فى تلك الهيئة غير الشرعية التى تجور على حقوق الإنسان وحرياته،فتخرج عن هذه الهيئة كل حين وحين بيانات وتعليقات وفتاوى تزيد من عمق الانقسامات والفتن فى المجتمع «مثل فتوى تحريم تهنئة إخوتنا المسيحيين بعيدهم»، وتهدف بالدرجة الأولى إلى استغلال العاطفة الدينية لعوام الناس فى حشدهم لخدمة مُخطط تمكين الإخوان وحلفائهم من السيطرة على مُقدرات الدولة المصرية ينص دستور الإخوان الذى وضعوه مع حلفائهم وبعيداً عن كل القوى الوطنية بطريقة خططوا لها بعد خلع مبارك مباشرة، والذى وضعوا كل خبراتهم فى الحشد والتزوير والتضليل من أجل إقراره، على أنه يُمنع إنشاء أحزاب على أسس دينية، فكيف تصنفون هذه الأحزاب العديدة التى تتبع المرجعيات الدينية المتعصبة والمنغلقة فكرياً وعقلياً؟! هناك آراء وكتابات كثيرة تحاول تبرير هذا الوضع الشاذ يبدو أن أصحابها يتعاملون مع الشعب المصرى كمجموعة من الأغبياء والبُلهاء الذين يسهل الضحك عليهم واستغفالهم بالتفلسف العقيم حول المعنى اللفظى لنص الأحزاب الدينية، ولكن الذى يؤلمنى أن هناك عدداً من الشخصيات العامة والكُتاب الكبار من أمثال الأستاذ فهمى هويدى يتحدثون عن هذه الأحزاب بوصفها «ذات مشروع إسلامى»، ويضعونهم فى مواجهة من يسمونهم «أعداء المشروع الإسلامى».. ومن الغريب فعلاً أن أحداً منهم لا يكتب صراحة عن ماهية هذا المشروع الذى ربطوه بالدين الإسلامى الحنيف، والله الذى لا إله إلا هو، لو كان فى هذا البلد رجل يحترم الدستور والقانون ويحب هذا البلد لكان أول قراراته التى يمكن أن تنقذ البلد مما هو فيه هو حل هذه الأحزاب والجماعات التى تستغل الدين لتحقيق أغراض سياسية دنيوية بالمخالفة لكل الدساتير والقوانين التى عرفتها مصر على مدى تاريخها.. فبغير هذا لن تستقر أمور الوطن العريق، ولكن من أين لنا هذا الرجل فى زمن الكذب والخداع والزيف والبُهتان.. زمن الإخوان!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية