x

رويترز: «تشرذم» المعارضة السورية لا يُشجع العالم على التحرك

الخميس 05-07-2012 11:41 | كتب: رويترز |
تصوير : طارق وجيه

 

 

قالت وكالة «رويترز» إن سبب طول مدة الثورة السورية التى بدأت منذ حوالى 16 شهرا ليس فقط استخدام الأسد للدبابات ضد شعبه، لكن يعود أيضا إلى الانقسامات في صفوف المعارضة وبين القوى الدولية.

وأوضحت الوكالة أن الشجار الذى نشب في الاجتماع - الذى تم برعاية جامعة الدول العربية وبدعوة من وزراء عرب وأتراك بغرض إظهار وحدة الصف للمعارضة السورية - هذا الأسبوع بالقاهرة كشف عن الانقسامات بين من يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وقدم عذرا للقوى الدولية لخوفها من التدخل لصالح معارضة منقسمة.

وأضافت «رويترز»: مؤشرات التوافق كانت محدودة مع الخلافات الواضحة بين نحو 200 شخصية معارضة ما بين إسلاميين وعلمانيين أغلبهم يقيمون في المهجر بشأن شكل سوريا بعد الأسد.

وقال الناشط جواد الخطيب (27 عاما) الذي أبكاه مشهد خروج نشطاء أكراد من القاعة بعد تبادلهم اللكمات مع خصوم داخل قاعة الاجتماعات بينما شيعهم خصومهم بالسباب: «هذه الخلافات ستشوه صورة المعارضة وتقضي على روح مقاتلينا في الداخل».

لهذا أرجعت الوكالة سبب إحجام الدول الغربية عن إلقاء ثقلها وراء المعارضة المتشرذمة، ويقوي هذا الموقف من مزاعم الأسد بأن البديل الوحيد لحكمه هو الفوضى.

وأكملت أن عرقلة روسيا محاولات الأمم المتحدة لإدانة حليفها القديم في الوقت الذي ضغطت فيه الدول الغربية باتجاه فرض إجراءات عقابية على سوريا من خلال قرارات لمجلس الأمن لكنها في الوقت نفسه لا ترغب في تكرار التدخل العسكري الذي لجأت إليه في ليبيا والذي ساهم في الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.

ونقلت الوكالة عن نديم شهادي مسؤول برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس ومقرها لندن بعد يومين من المحادثات قوله إن ما حدث يدعم وجهة نظر موسكو في أنه لا بديل للأسد.

وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد أن سحبت قواتها من العراق تريد أيضا تفادي التورط في صراع جديد. وقال إن على الجميع أن يواجهوا الأمر بأن الولايات المتحدة لا تريد أن تفعل شيئا وأن الانقسام في صفوف المعارضة مبرر ملائم لها كي لا تتحرك.

وكان من المفترض في اجتماع القاهرة - وهو أحد أكبر الاجتماعات لمعارضي الأسد- أن يساهم في حشد المعارضة حول المبادئ العامة لسوريا الجديدة وأن يعين لجنة متابعة تتولى تحسين صورة المعارضة أمام العالم.

لكن الاجتماع لم يحقق ذلك، فلم تستطع المعارضة الاتفاق على اللجنة وغادر كثيرون بتحفظات على الوثائق التي عرضت عليهم والتي حددت الخطوط العريضة للمبادئ التي تحكم سوريا خلال المرحلة الانتقالية ووضع دستور جديد.

وقال سلمان الشيخ من مركز بروكينجز الدوحة إن اجتماع القاهرة كان كبيرا أكثر من اللازم ويحاول جمع عدد كبير من الناس بعضهم لا يملك المصداقية على الأرض على أي حال.

وأضاف أنه لم يكن يتوقع الكثير من الاجتماع قبل أن يحضره وأنه لذلك ليس مندهشا من النتيجة التي وصل إليها.

ووصفت الوكالة شعور السوريين في الداخل «بالحسرة» نتيجة جدل السياسيين في المنفى مع بعضهم البعض في الخارج في الوقت الذي يفرق فيه الرصاص احتجاجاتهم في الداخل وتسقط القذائف على مدنهم.

وقال ناشط في دمشق لرويترز عرف نفسه باسم سمير فقط ليتفادى تعرف السلطات عليه: «لقد كان اجتماعهم فاشلا، فيما يتعلق بالنتيجة فهي غير مقبولة للثوار داخل سوريا، إنهم يحاولون التخطيط لمرحلة ما بعد الأسد بينما نحن ما زلنا نحاول التخلص منه».

واختتمت وكالة الأنباء تقريرها بالإشارة إلى أن حتى داخل سوريا هناك انقسامات بين الجماعات الإسلامية وغير الإسلامية وبين هؤلاء الذين يدعون إلى الاحتجاجات السلمية مقابل من يدعمون الصراع المسلح.

وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض في تركيا الذي يقود الانتفاضة المسلحة ضد الأسد إن الجيش أرسل ممثلا عنه إلى القاهرة لكن قائدا ميدانيا- قاسم سعد الدين - قال في بيان إن الجيش السوري الحر قاطع المحادثات.

وعلى الرغم من أن أغلبية الحاضرين في اجتماع القاهرة كانوا من المعارضين في المنفى إلا أن المحادثات ضمت بعض المعارضين الفارين من سوريا خلال الأشهر أو الأسابيع الأخيرة وعددا من الشخصيات التي جاءت إلى القاهرة بنية العودة مرة أخرى إلى سوريا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية