هل تذكر عزيزى القارئ عندما كنت صغيرا بالشورت والبربتوز وكان معك فى المدرسة ولد تخين كان كلما رآك يستضئلك فيرنك علقة؟.. أتذكر شعورك يوم أن أحضرت له أخاك الأكبر الذى رنُّه علقة سخنة علشان يحرم يتعرضلك تانى؟.. أتذكر كم كان شعورك بالسعادة والانتصار؟.. طب بذمتك ألم يكن هذا هو شعورك فور أن حدث كسر حظر التجول فى مدن القنال؟.. زمااان، وقت أن كنت طالبة بطب القصر العينى كنت أدرس مادة الصحة العامة، وكان أحد متطلباتها أن ننزل فى تدريب ميدانى فى مراكز الأمومة والطفولة..
كان توزيعى على مركز يقع فى منطقة زينهم.. وفى يوم من الأيام أثناء انتظارى لزميلاتى فى سيارتى لندخل المركز سويا رأيت مجموعة أطفال يضربون طفلا آخر، فما كان منه إلا أن جرى منهم وهو يصرخ «والله لأجيبلكم أمى»، ثم عاد سريعاً وبجواره أمه تمسك شبشب فى يدها، ونزلت الست بالشبشب ضربا فى الأطفال وهى تقسم أن «تقطع الشبشب على دماغتهم».. هل لديك فكرة عزيزى القارئ كيف وكم كانت فرحة الطفل المضروب وهو يسمع صوت لسعة الشبشب على من ضربوه؟..
هذا بقى هو شعورى فور أن سمعت عن كل حركات التحدى الأخيرة فى مدن القنال وغيرها!.. وإياك أن تصدق تلك السخافات بأن هؤلاء ليسوا متظاهرين وأنهم مثيرو شغب أو مندسون... إلى آخر تلك الادعاءات المباركية التى ورثها الإخوان عن مبارك.. والغريب أيضا هو تلك السرعة التى بادر بها النائب العام فى طلب ضبط وإحضار أعضاء البلاك بلوك رغم أنه إلى الآن لم يعلن أى ضبط وإحضار لمن احتجزوا وعذبوا ثوار الاتحادية أو حاصروا الدستورية ومدينة الإنتاج أو هاجموا حزب الوفد، رغم أن تسجيلاتهم الحية تملأ اليوتيوب..
لكن نقول إيه بقى، أصل الضبط والإحضار ده قسمة ونصيب!.. إذن، بعد كل هذه الخيابة والخيبة والعنف فى إدارة الأزمات كان متوقعا أن يظهر هذا التحدى سواء بعنف مثلما يحدث فى القاهرة أو باستهزاء مثلما يحدث فى مدن القنال، لأن أبسط قواعد الطبيعة تقول إن كل فعل له رد فعل مساوٍ له فى القوة ومضاد فى الاتجاه..
وبعدين هل نسيت أن ربنا يمهل ولا يهمل، وأنه على الظالم والمستقوى وابن المفترية؟.. وشوف بقى كام ولية فى ساعة مغربية دعت على الجماعة اللى رايحة جاية تلطش فينا خصوصا عمو الشرير.. لأن ربنا أعطاه شوية صحة وعافية زيادة، فإذا به يصمم على أن يذبح لمصر القطة.. ومرة يقولك إنهم سيرخصون حمل السلاح فى يد شبابهم، ومرة يقولك ساعة الصفر وعامل فيها محمود المليجى!.. وكل هذا لأنهم شايفينا أفندية!..
ولست أدرى يا أخى ما هذا العجز والكساح الذى أصاب عقولهم وأبصارهم، فتجدهم رافضين أن يروا أن المصريين تغيروا وأن العنف لم يعد يجدى معهم.. إنهم حتى لا يدركون أنه لو كان العنف ينفع لكان نفع مبارك!.. لكن سبحان الله عندما يطمس على العقول، فعمو الشرير رغم كل ما يحدث الآن من هرج ومرج تجده يصر على استنفار شبابهم فى الشوارع والميادين!.. هذا الرجل رغم المقاومة التى لاقتها ميليشيات الإخوان عند الاتحادية ورغم تفشى العنف المسلح هذه الأيام إلا أنه بمنتهى الكبر وانعدام البصر والبصيرة يقترح اللجوء للمزيد من العنف.. وكأنه حاجة كده مثل دراكولا.. عارف إنت عمو دراكولا؟..
كان يصاب بالهياج وهو يرى الدم يسيل من فريسته على إثر أول عضة، فيدفعه هياجه هذا لتكرار العض.. وأيضا مثل سمكة القرش التى يصيبها الهياج لمنظر الدم وهو ينفجر من فريستها إثر أول قضمة، فتعاود انقضاضها عليه.. لكن عمك الشرير فى هياجه عندما يرى دماء الشهداء فيطالب بالمزيد من العنف، هل هو أقرب إلى دراكولا أم إلى سمكة القرش؟.. بصراحة أنا لست أدرى على وجه التحديد، هذا يتوقف على وجود الزعانف، لكن من الواضح والأكيد أنه يراك بلطية!