البهائيون فى مصر أعلنوا عن أنفسهم بوضوح فى ظل الجبروت الأمنى فى النظام السابق، ورفعوا دعوة قضائية للاعتراف بديانتهم فى خانة الديانة ببطاقة الرقم القومى، واستطاعوا حصد بعض المكاسب السياسية بوضع «شرطة» بخانة الديانة، كثفوا من ظهورهم الإعلامى بشكل واضح غير مبالين «بتتبع أمن الدولة لهم أو ملاحقتهم أمنياً»، وبعد الثورة بأشهر قليلة تقدموا بمذكرة إلى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق للموافقة على إعادة فتح المحافل الخاصة بهم، بدعوى أنها مجرد مقار إدارية لتوثيق الأوراق، وليس مكانا للصلاة.
واعتبروا هذا حقا أصيلا لهم كمواطنين مصريين، كما طالبوا عند بدء تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور بضرورة تمثيلهم كفئة موجودة بالمجتمع وانتقدوا تجاهل الحكومة لمطالبهم بأن يكون لهم دور فى تشكيل خريطة مصر السياسية.
ورغم كل ذلك الزخم والتحرك فى اتجاه إثبات الذات والوجود فى مصر لكنهم تراجعوا ثم اختفوا مع تصاعد نجم الإسلاميين وفوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية.
ورصدت «المصرى اليوم» تخوفا من مجرد الحديث إلى الإعلام، وكان المتوقع أن يرفض «القاديانية» أو «البهرة» الحديث ولم نتوقع أن يكون هناك أى تحفظات من قبل طائفة أعلنت عن وجودها وواجهت النظام السابق وفرضت عليه الاعتراف بها، حتى لو لم يتقبلها الشارع.
المتحدثة باسم الطائفة البهائية فى مصر «باسمة موسى» قالت لـ«المصرى اليوم»: «بعد إعلان النتيجة بيوم واحد وعندما يأتى الرئيس الجديد سنتحدث عن مطالبنا»، لكن الغريب أن باسمة أغلقت تليفونها يوما كاملاً والأمر ذاته فعله الدكتور رؤوف هندى وقال «مافيش مشكلة نتكلم» وبعد الاتفاق على موعد للحديث أغلق تليفونه.
و«البهائية» هى طائفة تعتقد فى ألوهية على محمد الشيرازى رأس البابية، وكعبتهم فى حيفا، حيث يوجد قبر الباب أو البهاء، ولا يعترفون بأن الرسول «ص» هو خاتم الأنبياء، ويقولون إن الجنة هى الإيمان بـ«البهاء» وإن النار هى فى عدم اتباعه وعدم الإيمان به، وأنكروا البعث والحساب ويوم القيامة.. ويزعمون أن هناك رسالات سماوية ستظهر تباعاً، وأن البهائية ليست خاتمة الرسالات وأن هناك رسالات ستظهر بعد 1000 عام.. وتحتفل بأعيادها بشكل عادى فى حديقة الميريلاند بمصر الجديدة.
وقد أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فى ديسمبر عام 2003، فتوى تعلن أن الإسلام لا يقر أى ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه، فلا ينبغى، بل يمتنع أن تكون فى مصر ديانة غير الإسلام والمسيحية واليهودية، لأن كل ديانة أخرى غير مشروعة ومخالفة للنظام العام. وهذه ليست الفتوى الوحيدة فقد أصدر الأزهر الشريف فتاوى عديدة بشأن البهائية وكفرها ومنها فتوى للشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق وكثير من الهيئات والعلماء فى العالم الإسلامى أصدروا فتاوى واضحة فى ردة البهائيين.