x

الدكتور مصطفى النجار سأختلف معك الدكتور مصطفى النجار الأحد 20-01-2013 21:23


هل نحن مختلفون؟ نعم نحن مختلفون فى الأفكار والمعتقدات والاتجاهات والسلوكيات والأولويات، لكن هناك ما يجمعنا بلا شك، بدءا من التلاقى الإنسانى كبشر تجمع بيننا الإنسانية، وصولا إلى مفهوم الوطنية الذى يذكرنا بأننا أبناء وطن واحد، نتقدم بتقدمه ونتأخر بتراجعه، لذلك فهناك مصالح مشتركة تربط بين كل من يحمل الهوية المصرية الوطنية، وهى أن يتقدم هذا الوطن من أجل نفسه وأبنائه ومستقبلهم.

ليس مقبولاً أو منطقياً أن يفكر طرف فى إقصاء الآخر ولا محو أفكاره ولا تغيير معتقداته، فليبق كل شخص وكل حزب وتيار على أفكاره ومعتقده، لكن ليحترم المختلف معه فلا يسفه ما يعتقده الآخر دينا كان أو فكرا أو اتجاها أو تفضيلا وانحيازا.

سأختلف معك، لكنه اختلاف تنوع وإثراء وليس اختلاف تضاد وصراع، سأختلف معك، لكنى لن أمارس التخوين ضدك، ولن أشكك فى نواياك، فما تعتقده قد يكون هو الرأى الأصوب ومهما كانت درجة صحة ما تقول سأقنع نفسى بأنك تقوله من أجل المصلحة العامة من وجهة نظرك.

سأختلف معك، لكننى لا أريد هدمك، بل عونك ومساعدتك لترى الأمور من زوايا أخرى بالتأكيد ستجعل النتائج أفضل، لا أريد باختلافى معك التقليل من شأنك ولا إهانتك ولا كسب مساحة على حسابك، بل أريد الخير لى ولك ولمن يعيشون معنا فى هذا الوطن.

اسمع منى فقد يجرى الله الحق والصواب على لسانى وقد تأخذ منى مالا تأخذه ممن هم يشبهونك ويتطابقون معك فى كل آرائك وقراراتك، دعنا نتكامل ونكمل معا الأجزاء الناقصة من الصورة لنخرج لوحة رائعة هى أروع ما نتمناه لبلدنا.

لا يهمنى أن تنسب الفضل لى، وأن تقول إننى سبب هذا النجاح، بل يهمنى أن ننقذ سفينة الوطن من الغرق فى بحر الفشل متلاطم الأمواج الذى يكاد يبتلع سفينتنا لتسقط راية وطن مات الكثيرون من أبنائه الصادقين حتى يتقدم للأمام.

لن أسخر من أفعالك التى تجتهد فيها، ولن أجعلك مادة للتندر والاستهزاء، بل سأحسن بك الظن وأقول ربما غابت عنه وربما قدر الأمور بميزان مختلف غير الذى أقيس به الأمور.

قالوا عن أهل مصر إن أهم ما يميزهم أنهم شعب، لأنهم عند الضراء يتكاتفون مهما كان اختلافهم ويجعلون وطنهم أولا، ولن نظل كذلك إلا إذا أحسنا إدارة الاختلاف.

تعال نتجاوز الماضى ونخرج من أسر الجراح المتبادلة بيننا، بقاؤنا فى هذه المساحة فقط لن يجعلنا نعمل معا، بل سنظل نتراشق ونتلاوم وينتظر كل منا الآخر ليعتذر أو يتغير، وبين انتظارنا وبعادنا سيضيع الوطن.

تعال نبحث عن المشترك ونعمل فيه معا، كل خطوة سنمضى إليها معا ستزيل مرارات النفوس وستفتح القلوب المغلقة، أنت لم تعرفنى وأنا لم أعرفك لأننا لم نعمل معا، زرعنا بيننا خوفا وهميا ولو عرف كل منا الآخر لأدرك كم من وقت أضاعه فى هلاوس وأوهام.

سنختلف، لكن سيبقى الاحترام بيننا والتقدير وحسن الظن، سنجعل الاختلاف قوة وإضافة لوطن يشتاق لسماع صوت البناة بعد أن ضج من العبث.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية