زمااان، كنت أعتقد أن مصر معمول لها عمل!.. الآن أستطيع أن أؤكد لك إن مصر بختها مايل!.. وميلة بختها متركزة عند جبهة المعارضة!.. لسنوات عديدة قبل الثورة كانت المعارضة كده وكده.. أحزاب كارتونية، ورؤساء أحزاب يجيدون البيانات الصحفية لكن لو زكريا عزمى قالهم بخ بيبخوا.. لكن بعد انتخاب مرسى بدأت المعارضة فى التبلور، خاصة عندما تجمعوا تحت راية واحدة تبتغى الصالح العام..
والجميل أن المعارضة لم تقتصر فقط على جبهة الإنقاذ، فهناك أيضا لجنة الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام التى تشكلت مؤخرا، وتجمّع وكلاء النيابة، وتجمع النقابيين.. والأجمل أنه كلما تشكلت جبهة معارضة فإنها تبدو فى تواز وتلاحم مع جبهة الإنقاذ مما يساهم فى توحد مجرى نهر المعارضة دون أن يتفرع لفروع جانبية قد تضعفه.. لكن المشكلة بقى يا حمادة فى هؤلاء الذين وولاد الذين المحسوبين على التيار المدنى لكنهم يلعبون دورا أشبه بالشوكة فى ظهر المعارضة!!..
فلابد أن تجد من ينشق عن السرب ويتسرسب فى الخفاء لإرضاء الرئيس وجماعته!.. سرسبة تجعله حاجة كده مثل حرامى الحلة!.. فعندما تقرر جبهة الإنقاذ عدم الحوار مع الرئاسة، تجد من يتسرسب لوحده فيقابل الرئيس.. عندما يقرر ممثلو التيار المدنى الانسحاب من تأسيسية الدستور أو الحوار على الدستور تجد منهم من يصرّ على البقاء ملتحفا بحجج لا تستر عورته..
وحتى عندما يهب الصحفيون والإعلاميون دفاعا عن حريتهم تجد ذلك الصحفى الذى لا يمانع فى إدارة حفل طهور الدستور، يكتب فى نصف صفحة من جريدته ليهبّط عزم المدنيين ويبطلوا دوشة للبيه والهانم!.. لكن عندما قررت لجنة الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام مقاطعة حازم أبوإسماعيل لم أتعجب عندما انبرى أحد المذيعين واستضافه فى برنامجه.. بالعكس لو كان ذلك المذيع التزم بقرار زملائه لكنت تعجبت!!!..
ولن أحدثك عن حرامى الحلة الذى يستخدمه الإخوان لفض توحد شباب النيابة ونادى القضاة، مما يزيد يقينى بأن المعارضة بالفعل بختها مايل، وربما يكون معمول لها عمل.. لكن ألم أقل لك يا حمادة من قبل إن اللحظات الحرجة لدى الشعوب دائما ما تفرز الناس على حقيقتها؟.. وأحب أعترف لك يا حمادة بأننى فى تلك اللحظات الحرجة بدأت أعجب بالإعلامية لميس الحديدى.. أيوة أيوة.. أعلم أننى ياما انتقدتها لك وشكوت لك من حدتها وصوتها العالى..
لكن نقدى لها كان موضوعيا ولم يكن شخصيا لذلك رغم أننى كنت أرى أن ميزتها الوحيدة هى شياكة ملابسها وأراها أشيك مذيعة إلا أننى لم أذكر لك هذا من قبل لأنه أمر شخصى لا علاقة له بمهنيتها.. لذلك كنت أدير الريموت على برنامجها لأرى ماذا ترتدى ثم أقلب الريموت لقناة أخرى قبل أن تصيبنى بالتوتر، أما الآن فأنا أحب أن أشاهدها، خاصة أن الأستاذ هيكل ضبط إيقاع أدائها فهدأت من الصراخ..
وبينى وبينك يا حمادة من منا لم يصرخ ويشد شعره وهو يتابع تلك الأحداث الخرافية من حصار لمدينة الإنتاج وحصار للدستورية وسفك للدماء عند الاتحادية فى ظل ذلك الصمت الرئاسى الرهيب!.. لكن ألم تلاحظ يا حمادة أن حرامية الحلة لم يظهروا أبدا عند التيار الإسلامى؟!..
إشمعنى إحنا يا حمادة اللى بختنا مايل فى أنصارنا ولابد أن يتسرسب من عندنا واحد أو اتنين يبوسوا الجدم ويبدوا الندم لدى التيار الإسلامى، بينما التيار الإسلامى «كلنا إيد واحدة يا بهجت كلنا بنكمل بعض»؟.. أتدرى لماذا؟.. لأن غالبا من يناصرون التيار الإسلامى راكنين أدمغتهم صف تانى، عملا بمبدأ السمع والطاعة، أما المنتمون للتيار المدنى فهم يفكرون ولهم حرية التحرك، ورغم أن هذه هى حلاوتهم، لأن تجمعهم هذا عن اقتناع وليس عن سمع وطاعة، لكن سيتبع ذلك بالطبع أن يظهر هنا وهناك من يفكر ويخطط لمصلحته فقط..
لكنى لا أريدك أن تقلق نهائيا من هؤلاء، ففى النهاية عندما يفاجئك حرامى الحلة ويرقصلك شنباته بتعمل فيه إيه؟ إوعى تكون شجيع وبتجرى تستخبى!