دعا الدكتور محمد عبد اللاه، رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، وعضو الأمانة العامة للحزب الوطني «المنحل»، الأربعاء، إلى إجراء مصالحة وطنية في البلاد، وفقا للتوجه الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي.
وأبدى عبد اللاه، الذي شارك في تأسيس الحزب الوطني «المنحل»، مع الرئيس الراحل أنور السادات في أواخر سبعينيات القرن الماضي، في حوار صحفي مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، استعداده للعب دور في هذه المصالحة، بشرط أن تكون مبنية على قبول الاختلاف في الرأي سواء مع السلطة التنفيذية أو في البرلمان.
واعتبر عبد اللاه أن مصطلح الفلول بدعة لا أساس لها، مشيرا إلى أنه مصطلح قاله الزعيم الروسي فلاديمير لينين، عندما كان يصف الجيش الأبيض، الذي كان مواليا للقيصر في مواجهة الثوار البلشيف «الجيش الأحمر».
وتابع: «لا أعرف كيف أدخل هذا المصطلح لمصر، وأتذكر هنا أنه عندما قامت ثورة يوليو 1952، جاء وزير الإرشاد القومي، أي ما يعادل مسمى وزير الإعلام حاليا، وأوقف أغاني السيدة أم كلثوم، ووصل الأمر إلى الرئيس جمال عبد الناصر، فقال له كيف تمنع أغاني أم كلثوم، فقال له إنها كانت تغني للملك، فقال له عبد الناصر إن الذي بنى الأهرام كان ملكا أيضا، فهل نهدم الأهرام».
وعبر عبد اللاه عن استيائه من كلمة «حكم العسكر»، قائلا: «أنا شخصيا أستاء جدا من كلمة حكم العسكر، لأنها كلمة لا تليق عندما نتحدث عن دور هذه المؤسسة العريقة، التي تحمي أمن مصر، والتي لعبت دورا أساسيا من أجل العبور بهذه المرحلة الانتقالية الصعبة للغاية، للوصول إلى بناء المؤسسات الجديدة»، مشيرا إلى أن الجيش سيظل الحامي للشرعية، وسيظل حاميا للوطن، وستظل للمؤسسة العسكرية مكانتها في مصر، معتبرا في الوقت نفسه أن الدور الذي تقوم به في التشريع حاليا، هو دور مؤقت لحين استكمال انتخاب السلطة التشريعية.
وبسؤاله عن عدم خشيته لما يردده البعض عن أن مصر قد تتحول لنموذج دولة مثل باكستان أو أفغانستان، أجاب عبد اللاه بقوله: «ما نراه من تصريحات من الرئيس المنتخب محمد مرسي، وما نراه من تصريحات لجميع القوى السياسية وللحزب الذي كان ينتمي إليه الرئيس، كل هذه التصريحات تشير إلى ما يدعو إلى الاطمئنان، ونأخذ في الاعتبار أمرا مهما وهو أن مصر الآن لديها تيارات سياسية كثيرة، لا يستطيع تيار أن ينفرد برؤيته، وإلا فسنكون كمن يريد إدخال البلاد في دوامة كبيرة».
وتوقع عبد اللاه قيام الرئيس محمد مرسي بلم الشمل، خاصة أن المجتمع قد انقسم إلى نصفين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مشيرا إلى أن مصر فيها تعددية، وهذا سيكون واضحا في جميع الانتخابات المقبلة، مختتما بقوله: «الرئيس هو رئيس مصر وكل المصريين، وأنا أثق بأن الرئيس سيجد مساعدة من الجميع في لم الشمل».
وقال: «إذا اتفقنا على دستور يليق بمصر الحديثة، ويؤكد معاني المواطنة ولم الشمل، فهذا سيكون نقطة مهمة بعدما تم انتخاب رئيس الجمهورية لأول مرة، بالانتخاب الحر المباشر، أما بالنسبة للبرلمان وحله بحكم من المحكمة الدستورية، فقد سبق حل البرلمان مرتين من قبل بحكم المحكمة الدستورية أيضا، مرة في عام 1990 ومرة في 1987.. فهذه ليست بدعة».
ولفت إلى أنه عندما تتم صياغة الدستور فيكون الإعلان الدستوري الذي وضعه المجلس العسكري كدستور مؤقت قد انتهى دوره، خاتما بقوله: «يكون لدينا دستور جديد، وتجري على أساسه انتخابات جديدة، إذا ما استقر الوضع، لمجلس الشعب.. ومن هنا فالأمور تكون قد هدأت واستقرت تماما، حيث سيكون قد أصبح لدينا رئيس منتخب، ثم المجالس التشريعية المنتخبة، والسلطة التنفيذية».
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور محمد عبد اللاه استقال من الحزب الوطني «المنحل»، الذي كان يرأسه منذ عام 1981 الرئيس السابق حسني مبارك، في أيام ثورة 25 يناير، قبل أن تطيح بنظام حكمه.