x

ناجح إبراهيم بدعة الحصار بين المؤسسات والمساجد ناجح إبراهيم الأربعاء 19-12-2012 21:03


■ حصار المؤسسات السيادية هو أسوأ بدعة ابتدعتها ثورة 25 يناير.. بدءًا من حصار «الداخلية» و«الدفاع» و«الدستورية» والقصر الجمهورى بالاتحادية ومدينة الإنتاج الإعلامى.. فحصار كل من هذه المؤسسات معناه انهيار الدولة المصرية التى تحمى جميع الفرقاء السياسيين.. فضلاً عن المواطن الغلبان الذى أصبح يكره جميع الساسة على اختلاف توجهاتهم.

إذا كان حصار المؤسسات السيادية يهدم فكرة الدولة.. فإن حصار المساجد والاعتداء عليها هو الفتنة الكبرى التى يمكن أن تحرق الوطن كله.

■ علينا أن نبعد المساجد عن الصراعات السياسية التى لن تنتهى فى مصر.. بحيث تعود المساجد مكاناً للرحمة والألفة والمودة والمحبة والسكينة لجميع المسلمين باختلاف أطيافهم السياسية.

منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو رمز القداسة الدينية، ولا نريد أن تنجسه السياسة الحزبية.. نريده لكل المسلمين لا لطائفة منهم.. نريده مجمعاً للمسلمين لا مفرقاً لهم.. نريده أن يهتم بالدفاع عن ثوابت الإسلام المقدسة ويغض الطرف عن الآراء السياسية والحزبية المتغيرة.. فمنبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لابد أن نفصل فيه بين الدعوىّ الثابت والحزبى المتغير والمتعصب لطائفة بعينها.

وعلى المنبر أن يهتم بالشأن الوطنى العام الذى يهم كل المسلمين ويدع الآراء الحزبية.. ولا يعنى ذلك فصلاًً بين الدين والسياسة فهما لا ينفصلان أبداً.. ولكن القداسة الدينية لابد أن تنفصل عن الآراء الحزبية التى تتغير وتتبدل بين الحين والآخر.. ويغلب عليها تعصب كل حزب أو فيصل لرأيه.

■ كراسى السلطة فيها عفريت عجيب يخرج لكل من يجلس عليه.. سواء كان ليبرالياًً أو اشتراكياًً أو قومياًً أو عسكرياًً أو إسلامياًً.. وهذاً العفريت اسمه الاستعلاء وإقصاء الآخر.. وعلى كل من يجلس على كرسى السلطة أن يذبح هذا العفريت فى كل لحظة حتى لا يتربع على عرش قلبه.

■ مصر الآن بين التقديس المضل والتبخيس المخل وهما وجهان لعملة واحدة سيئة تضر مصر.. فالبعض يقول عن الدستور إنه أعظم دستور فى التاريخ.. والآخرون يقولون عنه إنه أسوأ دستور.. والبعض يصف الاستفتاء بأنه أنزه استفتاء وآخرون يصفونه بالمزور.. والبعض يقول عن الرئيس إنه حفيد عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز.. والآخرون يقولون له ارحل.. إنها مصر المضحكة المبكية.. نريد الوسطية والعدل يا أحبتى.

■ بعض الإسلاميين اليوم يصنعون الأعداء ويطفشون الأصدقاء، غافلين عن أعظم آلية وضعها القرآن العظيم لكسب الأصدقاء قبل «ديل كارينجى» بقرون طويلة، وذلك فى قوله تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ».. فأين نحن من هذه الآلية التى تحول العدو إلى «ولى وصديق».. وكذلك «حميم»؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية