x

الدكتور مصطفى النجار وقال الشعب تواضعوا الدكتور مصطفى النجار الأحد 16-12-2012 23:17


خلال الشهور الماضية بلغ استعلاء الحزب الحاكم وتابعيه درجاته القصوى، وصارت كلمة الإرادة الشعبية حصرية لمتحدثيهم الذين أسهبوا فى الحديث والتفاخر عن حجمهم وحجم التأييد الشعبى الجارف لهم، وضعف المعارضة وتخوينها واتهامها بأنها معارضة الفضائيات والقاعات المكيفة.

مرة أخرى يحسم المصريون السجال ويقولون لكل من تضخمت ذاته: اعرف حجمك وراجع ذاتك ولا تنتفش، فالواقع يختلف عما فى مخيلتك، ما يقرب من نصف المصريين حتى الآن أرسلوا رسالة واضحة للإخوان، نحن لا نريدكم، التصويت لم يكن فقط على مواد الدستور المعيب بل على من كتب الدستور منفردا معتمدا على أغلبية مؤقتة قد لا تتكرر فى القريب العاجل.

نتيجة المرحلة الأولى من كل 100 مصرى له حق التصويت: 69 لم يشاركوا فى الاستفتاء، 18 وافقوا على الدستور، 13 غير موافقين على الدستور، ورغم ما شاب العملية الانتخابية من تجاوزات مثل منع آلاف الناخبين من التصويت عبر معوقات إدارية وتنظيمية كانت واضحة، ورغم الفوضى التنظيمية وعدم معقولية النتائج فى بعض المحافظات، إلا أننا سنحترم إرادة المصريين.

المرحلة الثانية من الاستفتاء يجب إصلاح العملية الانتخابية فيها وتدارك الأخطاء التى تهدد نزاهة الاستفتاء بكامله، نريد قضاة حقيقيين فى كل اللجان، وعلى كل عضو هيئة قضائية أن يبرز هويته القضائية طوال فترة الاقتراع فى صورة بادج أو ما شابه، غياب الحبر الفسفورى عن اللجان وعدم التأكيد على استعماله فى لجان أخرى من قبل المشرفين سمح بحالات تصويت متكررة لنفس الأشخاص.

أيضا مهزلة المراقبة على اللجان التى سمحت للإخوان بوجود أكثر من فردين فى كل لجنة تحت دعوى المراقبة وحصولهم على تصاريح مراقبة من المجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى هناك علامات استفهام وشكوك متصاعدة حول تشكيله وآلية عمله، وتم رصد حالات كثيرة لتوجيه الناخبين والتأثير على قرارهم من خلال هؤلاء المراقبين المسيسين.

مازالت الفرصة سانحة لزيادة عدد المصوتين بلا عبر النزول للمحافظات الباقية وتوعية الناس بشكل موضوعى بعيدا عن المبالغة والتهويل وبعيدا عن الاختلاف السياسى.

حتى إذا كانت النتيجة النهائية «نعم» بأغلبية بسيطة، فهذه شهادة أن نصف المصريين يرفضون هذا الدستور، وهذا يجعله دستوراً مؤقتا لابد من مراجعته وتغييره من خلال الوسائل الشرعية المتاحة حتى يحظى بتوافق الشعب ورضاه، لا توجد دولة محترمة تسير بدستور يرفضه نصف الشعب، لأن هذا يفتح الباب لمزيد من الانقسام والصراع فى المجتمع.

على الإخوان قراءة وتحليل المشهد بدقة وعدم المكابرة، فما راهنوا عليه بدا إخفاقه، وإذا لم يتعظوا من الدروس المستفادة فإنهم يسيرون فى طريق الانتحار السياسى بلا رجعة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية