تباشر نيابة السويس بإشراف المستشار أحمد عبد الحليم، المحامي العام الأول لنيابات السويس، التحقيقات في مقتل أحمد حسين عيد، الطالب بكلية الهندسة بالسويس، الذي لقي مصرعه على يد ثلاثة ملتحين، اعترضوا على سيره في الشارع بجانب خطيبته.
ولم يتمكن حاتم نزيه، وكيل نيابة السويس، من سماع أقوال شقيق الضحية لمروره بحالة نفسية سيئة، حزنًا على وفاة شقيقه، وأمرت النيابة بانتداب نيابة الإسماعيلية، لاستكمال التحقيق بعد التصريح بدفن الجثة.
من جانبه، أكد اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، أن رجال المباحث يسابقون الزمن لضبط وإحضار الجناة، وتقديمهم للعدالة، مشيرًا إلى تشكيل فريق بحث على مستوى عالٍ لتحديد شخصية الجناة في أسرع وقت.
ووسط هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، شيّع المئات من أهالي حي الأربعين والقوى الثورية بالسويس جنازة الطالب، صباح الثلاثاء، فيما شهد منزل المجني عليه بحي الأربعين توافد الجيران والأصدقاء ووسائل الإعلام المختلفة، منذ الصباح، انتظارًا لوصول جثمانه من مستشفى جامعة قناة السويس.
واتشح منزل المجني عليه بالسواد وتعالت صرخات السيدات داخله، وفور وصول الجثمان في سيارة الإسعاف انهارت والدة المجني عليه، وانتابتها حالة بكاء هستيري، وتم إنزال جثمان الضحية من سيارة الإسعاف ووضعه في النعش ملفوفًا بعلم مصر.
وطاف المشيعون شوارع الأربعين، ابتداء من شارع الباسل الذي يسكن به المجني عليه، إلى شارع المدينة المنورة، مرورًا بشارع صدقي وميدان الشهداء إلى مسجد الأربعين، حيث أدى المئات صلاة الجنازة داخله، ثم نقلوا الجثمان إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة.
ورفض حسين عيد، والد الضحية، تقبل العزاء قبل القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، مشيرًا إلى أن أحمد لم يفعل شيئًا ليتم الاعتداء عليه وإزهاق روحه بهذه الطريقة الوحشية، مشيرًا إلى أن نجله كان في طريقه لتوصيل خطيبته إلى منزلها من أمام سينما رنيسانس، واستوقفه ثلاثة ملتحين يستقلون دراجة بخارية ويرتدون الجلباب الأبيض، حيث سألوه عن سبب سيره مع الفتاة، فأبلغهم بأنها خطيبته وحدثت بينهم مشادة كلامية، قام على إثرها أحد الملتحين بطعنه في فخده بسلاح أبيض، وفروا هاربين.
ولفت إلى أن ابنه كان متفوقًا في دراسته، وحصل على تقدير جيد جدًّا في الفرقة الرابعة، مضيفًا :«أحتسبه شهيدًا عند الله عز وجل وأدعو الله أن يلهمنا الصبر، لأننا لا نقدر على فراقه، فقد كان بارًّا بوالديه ومثالًا للأخلاق والأدب».
من جانبها، استنكرت حركة الدعوة السلفية، وأحزاب إسلامية في السويس الواقعة، مؤكدة أن من ارتكبها لا يعرف شيئًا عن الإسلام، وقال عباس محمد، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور: «ننتظر نتائج التحقيقات، والدعوة السلفية وحزب النور على مدار تاريخهما لم يتبنوا فكر العنف وإراقة الدماء، ولكن سلكنا طريق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة»، مطالبًا الأجهزة الأمنية بسرعة القبض على الجناة لينالوا جزاءهم.
كانت جماعة، أطلقت على نفسها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر، قد أعلنت مسؤوليتها عن الحادث، وأشارت في بيان لها على «فيس بوك»، إلى أنها أرادت ضرب الشاب بإحدى العصي.