x

ناجح إبراهيم هل أحب المصريون الصوملة؟ ناجح إبراهيم الأربعاء 21-11-2012 21:09


ألقى جيش العدو الإسرائيلى قرابة ألف طن من المتفجرات على أهلنا فى غزة وقصف 1350 هدفاً واستشهد قرابة مائة شهيد بينهم 24 طفلاً و10 نسوة و12 مسناً.. فضلاً عن 8520 جريحاً بينهم 260 طفلاً.

كل ذلك يحدث لأهلنا وأحبتنا وخطر الحرب مع إسرائيل يرفرف على سماء مصر خلال السنوات القادمة بحسب كثير من المحللين الإستراتيجيين.. ونحن فى مصر لا هم لنا سوى الصراع والبحث عن أسبابه واستدعائها وتطليق كل المشتركات الوطنية المصرية وهى كثيرة.. وبدلاً من أن يؤدى ذلك كله إلى التلاحم الوطنى.. إذا بمصر تزداد فرقة وتمزقاً.. فهذا يحاصر ذاك.. ويطلق الرصاص أو الغاز عليه وسط صيحات الهياج والثأر.. فضلاً عن عودة الصراع دون مبرر بين الشرطة والثوار.

يتخلل ذلك صراع محموم بين الرئاسة وبعض القوى المدنية التى تنسحب من تأسيسية الدستور فى هذا الوقت الحرج لتضرب خصمها تحت الحزام ناسية مسؤولياتها نحو الوطن لا الرئاسة.. مع وصلات من المزايدات الرخيصة من بعض الذين يطلبون فتح باب الحدود وإعلان الحرب.

هذه صورة مصغرة بائسة كئيبة لمصرنا الغالية اليوم والتى يشعر الجميع بالخوف عليها.. فنذر التمزق والتفكك والتربص والشك والطعن والاستقطاب والتكفير السياسى والدينى يراها الجميع اليوم وليس الخبراء والعلماء فقط.

فالمجتمع المصرى يعانى الآن حالة من التمزق والتفكك لم يشهد لها مثيلاً.. وعلينا ألا نستهين بهذا الأمر حاضراً ومستقبلاً.. وعلينا ألا نردد منذ اليوم أن كل عوامل الوحدة موجودة فى مصر لننام مطمئنين وسعداء بهذا القول.. فلوحدة الأوطان أسباب من أخذ بها نجح.. وللنصر أسباب من أخذ بها انتصر حتى ولو لم يكن مسلماً..

وللهزيمة أسباب من سلكها انهزم حتى لو كان صالحاً.. فالصومال تجمع كل عناصر الوحدة بين شعبها.. فهناك جنس واحد ودين واحد ومذهب واحد.. ورغم ذلك انقسمت الصومال إلى خمس دول متحاربة متطاحنة.

وهذه جنوب أفريقيا غير المسلمة تتكون من أربعة أجناس مختلفة هم «السود والبيض والهنود والملونون» ولكن مانديلا الذى سجن 27 عاماً استطاع أن يجمع شملها بالتجرد والتغافر والبحث عن المشتركات وتأجيل الخلافات إن لم يستطع دفنها والمصالحة الوطنية الصادقة.

وهذه أمريكا التى تتكون من عشرات الجنسيات والأصول والأديان والأعراق ولكنها استطاعت أن تصهر الجميع فى بوتقة الصهر الأمريكى الذى جعل الأسود والأصفر والأبيض يبكى عند سماعه للسلام الوطنى الأمريكى.

إننا أمة فى خطر التفكك الجغرافى بانفصال سيناء عن مصر.. والتفكك الدينى والاجتماعى والسياسى.. فكل منا يريد أن يخطف قطعة من مصر ويجرى بها.. ولكن إلى أين يا قوم.. الكعكة تكفيكم جميعاً إن كانت لديكم قناعة فى النفس وزهد فى القلب.. ولكن لن تكفيكم ألف كعكة إن تربصتم بهذا الوطن الذى أظلتكم سماؤه وسقاكم نيله وشبعتم من زرعه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية