x

الدكتور مصطفى النجار ماذا تعني لك فلسطين؟ الدكتور مصطفى النجار الأحد 18-11-2012 21:19


إذا كنت إسلاميا فقضية فلسطين هى قضية عقائدية لديك، وواجبك تجاهها هو جزء مما تتعبد به إلى الله وتتقرب إليه.

إذا كنت ليبراليا فقضية فلسطين هى قيمة أساسية تدافع عنها لأن حرية الإنسان وتحرير إرادته قيمة كبرى لديك تسعى لتحقيقها.

إذا كنت يساريا فموقفك من فلسطين سيحدد مدى اتساقك مع ما تؤمن به من قيمة النضال الأممى ونصرة الضعفاء ومحاربة الصهيونية العالمية التى تعمل ضد الإنسانية.

قد نختلف ويستغرقنا صراعنا السياسى، ولكن حين يمسها الأذى ننتفض جميعا ونتراص صفا واحدا بتأثير ندائها لنتضامن معها وننصرها مهما اختلفت اتجاهاتنا.

من المؤكد أنك قد اعتليت سور جامعتك فى يوم من الأيام وحرقت علمى إسرائيل وأمريكا، وهتفت بالروح بالدم نفديك يا شهيد، من المؤكد أن قلبك يرتجف حين تتذكر مشهد أشلاء الشيخ الشهيد أحمد ياسين وتلاميذه الذين تمزقت أجسادهم إربا إربا وما ضعفوا وما استكانوا بل سطروا أعظم ملاحم الثبات والنضال.

شعب بلا وطن، هكذا شهد القرن الماضى تلك الجريمة الكبرى التى نسجتها القوى الاستعمارية التى غرست إسرائيل فى جسد العرب على حساب شعب برىء. تخيل أن مصر قد قام عدو باحتلالها ثم قام بترحيل المصريين منها ليصبح الشتات وطنهم، ثم يأتى من يقول لهم بعد ذلك لا عودة فهل يرضون ذلك؟

لا تُردِّد مع من غسلت أدمغتهم، وتقل مثلهم إن الفلسطينين قد باعوا أرضهم. هذا غير حقيقى وتحتاج أن ترجع للتاريخ لتعرف أن الاحتلال الإنجليزى والهوان العثمانى قد كان لهما اليد الأولى فى ذلك، ومن تركوا قراهم وبيوتهم بعد ذلك تركوها بسبب المذابح الدامية التى تمت على أيدى العصابات الصهيونية.

لا تقل وما الذى يجعلنا نهتم بغزة وفلسطين، ولماذا نشغل أنفسنا بهمومهم، الشىء الذى يجب أن تعلمه أن هذه الأرض هى العمق الاستراتيجى لبلدك، وإذا سقطت غزة ومقاومتها فإن الجيش الصهيونى قد يدق أبواب السويس والقاهرة خلال ساعات معدودة، إذا قرر تحقيق حلمه فى دولة من النيل إلى الفرات، فهؤلاء المقاومون فى غزة لا يدافعون عن أنفسهم وأرضهم فحسب بل يدافعون عنك أيضا وعن وطنك.

قد لا تكون من محبى الإخوان ولكن هذا ليس مبررا لك للهجوم وتخوين أبطال المقاومة فى حماس الذين غيروا معادلة القوى مع إسرائيل وجعلوا من غزة مقبرة تنتهى عندها آمال الصهاينة فى التقدم، ولن ينسى التاريخ رصاصهم المصبوب الذى أخفق فى تركيع المقاومة.

يخوفك البعض ويقولون إن الفلسطينيين يريدون الاستيطان فى سيناء، فهذه أوهام مهترئة نربأ بك أن تصدقها، فلا يوجد فلسطينى واحد فى غزة يرغب فى ترك أرضه، وتمسك أهل غزة بمنازلهم رغم الدمار التام الذى طالهم فى الحرب الأخيرة يؤكد لك أن هذا الشعب راسخ فى مكانه مثل أشجاره التى تمتد جذورها فى أعماق الأرض الطيبة.

«(ديروا بالكم على مصر)، إذا قامت مصر نهض كل العرب، وإذا سقطت مصر سقط كل العرب»، قال لى هذه العبارة أحد المقاومين هناك قبل 3 سنوات مضت حين سألته: هل تريدون منا أن نجاهد معكم؟ هكذا يريدون منا أن ننهض بمصر لتستعيد ريادتها وقوتها وتصبح طرفا فاعلا فى موازين القوى العالمية، وهذه قمة النصرة كما يراها أهل فلسطين.

ماذا تعنى فلسطين لك؟ سؤال يجب أن تعيد طرحه على نفسك لتكتشف آفاقا جديدة لما تمثله لك فلسطين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية