أختلف مع الإخوان سياسياً وفكرياً على المستوى العام ويعتبروننى من خصومهم وبدا هذا واضحاً فى الانتخابات البرلمانية الماضية التى تحالفوا فيها مع مرشح سلفى ضدى وتكتلوا معا لإسقاطى ولكن فزت بفضل الله فى معركة شديدة القسوة والصعوبة.
أغلق الباب مبكرا على أصوات المزايدة التى لا تعرف سوى لغة العداء للإخوان مهما كان فعلهم سلبياً أو إيجابياً، وأتمسك بالموضوعية والإنصاف والمنهجية فى التعاطى مع كل الأمور، لأن العقل الغوغائى هو الذى يناقش الأشخاص قبل الأفكار والذى يدفعه عداؤه لتيار ما أو شخص ما الى تجاوز كل حدود المنطق.
حالة التربص غير الطبيعية بالرئيس المنتخب فاقت كل الحدود بدءاً من إطلاق الشائعات وترديدها على ألسنة رموز سياسية لها وزنها وكذلك التشكيك المستمر فى كل فعل يصدر عنه وتحقيره وتحميله مسؤولية كل مشكلة تحدث سواء المشاكل الداخلية أو حتى فيضانات الصين وأعاصير أمريكا وبراكين الكرة الأرضية.
تخيلت نفسى مكان رئيس الجمهورية ولم يمض على تولى منصبى شهران، ورغم ذلك فزوجتى قد أصبحت متهمة ببناء حمامات سباحة باهظة فى قصر الرئاسة رغم أنى لم أسكن فيه، وصرت أنا متهما بالتآمر مع جهات خارجية لقتل الجنود المصريين بسيناء.
سيخرج المتحذلقون ويقولون إن من ارتضى أن يكون شخصية عامة ويعمل بالسياسة لابد أن يصمت عن كل شىء يصيبه، وهذا حق أريد به باطل، ليس معنى أن شخصاً ما قرر ممارسة السياسة أن يصبح شخصه وعرضه وعائلته مشاعاً للأكاذيب والتشويه والافتراء.
لا قداسة لشخص والنقد واجب من أجل المصلحة العامة، ولكن الكذب والتدليس وبث الشائعات الكاذبة ليس رأيا ولا نقدا بل جرم ومخالفة للقانون.
إن الباحثين عن الرمزية السياسية والبطولة الشعبية اعتمادا على سب المختلفين معهم فقط وتشويههم بالإفك ستنفجر فقاعاتهم بسرعة ولن يحصلوا على ما يريدون، الطريق للنجاح فى العمل السياسى هو التزام الموضوعية والإنصاف والاتساق مع المبادئ وتقديم الحل البديل بعد النقد الإيجابى.
الشرفاء فى خصومتهم السياسية هم الذين سيستطيعون يوما أن يقدموا البديل وأن يكتسبوا ثقة الجماهير التى تقوم بالفرز والحكم على كل المدعين واستئصالهم تلقائيا من ذاكرة الاحترام والاهتمام.
تعالوا نبنى معارضة حقيقية تراقب وتناقش وتنقد وتقدم الحلول والمقترحات والبدائل الموضوعية، تعالوا نبنى معارضة تعيد الاتزان للحياة السياسية فى مصر لئلا يستأثر بالحكم فصيل ولا تيار، تعالوا ننهى مرحلة المعارضة الكلامية والتشويهية لنقدم رجال دولة قادرين على تسلم الحكم وإدارة البلاد حين يحصلون على ثقة الناخبين بموضوعيتهم ومنهجيتهم وأخلاقهم ونبلهم فى الخصومة.
نستطيع أن نتقدم على منافسينا فى السياسة ونحل مكانهم إذا استطعنا إقناع من انتخبوهم أننا الأفضل والأقدر على تحسين حياتهم وحل مشاكلهم، الساحة مفتوحة لكل من يريد أن يتقدم ويصل للناس، إن التنافس فى السياسة ليس لأجل ذواتنا وأشخاصنا بل لأجل منفعة الناس والصالح العام، أما المنتحرون سياسيا والذين ينتظرون أن ينتحر الرئيس حتى يرتاحوا وأن يختفى منافسوهم فى كارثة من كوارث الطبيعة لا عزاء لهم، للنجاح درب يسلكه من يريد ويبذل له جهده وحبات نفسه وللفشل درب لا يحتاج إلا ما يمارسه هؤلاء الفشلة.