x

ناجح إبراهيم مصر الكنانة يجرحها فكر التكفير ناجح إبراهيم الأربعاء 08-08-2012 21:25


هذه أول سابقة يتم فيها الاعتداء على الجيش المصرى من قبل التكفيريين المصريين والغزاويين.. وهى سابقة خطيرة بكل ما تعنى الكلمة.. وتعد خرقاً كبيراً للأمن القومى المصرى الذى أصبح كالغربال الممزق الذى يمرر كل شىء.

وأتوقع أن تكون بعض الجماعات التكفيرية السيناوية والغزاوية هى التى قامت بذلك بحجة الاستيلاء على الحدود الإسرائيلية.. وهو تفكير عقيم سقيم يتلاءم مع الفكر الدينى والاستراتيجى لمجموعات التكفير التى لا تعرف عن دينها شيئاً ولا تعرف أيضاً عن الدنيا ولا العسكرية ولا الاستراتيجية شيئاً.. لتجمع بين الجهل بالدين والدنيا أيضا. وقد حذرت فى مقال لى منذ ستة أشهر من شيوع فكر التكفير فى سيناء، وكان فى جريدة الموجز بعنوان «سيناء التمرة والجمرة».. ولعل عنوان المقال يدل على فحواه.. وها نحن نرى سيناء بفضل هؤلاء تتحول من تمرة إلى جمرة فى حلوق المصريين. والحقيقة التى لا يعرفها الكثيرون أن فكر التكفير انتشر بعد ثورة 25 يناير بقوة، خاصة فى سيناء.. حيث الطبيعة الصحراوية التى لا تعرف التعددية.. فالتكفير ضد التعددية.. والتعددية هى علاج التكفير الأساسى.

فالتكفير لا يعرف إلا الكفر أو الإيمان.. والإسلام العظيم أقر التعددية الفقهية والسياسية منذ عهد الصحابة والتابعين.. وكلنا نعرف الأئمة الأربعة المشهورين.. وبعضنا لا يعرف أن هناك قرابة عشرة مذاهب فقهية لأئمة عظام غير مشهورين لأن أتباعهم لم يقوموا بهم.. وكل خلاف فى الرأى أو الفكر فى جماعات التكفير يعد كفراً أو إيماناً ينتج عنه انشطار الجماعة إلى مجموعتين إحداهما مؤمنة والأخرى كافرة.

ولذلك أشبه مجموعات التكفير بالقنبلة الانشطارية التى تتمزق فى كل فترة.. فكل نقاش أو خلاف فى الرأى أو المواقف تنشطر فيه هذه المجموعات.

والتكفير يساوى الاستحلال.. فقد استحل هؤلاء عِرْضَ المسلم وأخرجوه من دينه ورموه بأعظم تهمة على وجه الأرض.. فاستحلال دمه وماله وعرضه يكون بعد ذلك سهلاً ميسوراً.. ولذلك غلظ النبى (صلى الله عليه وسلم) من هذا الأمر فقال: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدها».

والتكفير هو أعظم مصيبة ابتلى بها العقل المسلم.. وهو لوثة فى العقل والقلب معاً.. فالقلب السليم يرفض هذه الفكرة الشائنة قبل أن يرفضها العقل.. لأن فيها تزكية للنفس واستعلاء على الخلق.. وأن الناس كلهم هلكى سواه.. وأنه أفضل منهم وقد قال (صلى الله عليه وسلم): «من قال هلك الناس فهو أهلكهم». والمجتمع المصرى الآن وللأسف مهيأ لهذه اللوثة الفكرية والقلبية لشيوع التكفير السياسى، وهو مقدمة للتكفير الدينى وشيوع الاستقطاب الحاد والانهيار الأخلاقى الذى لا مثيل له والتنكر لأصحاب الفضل والاعتزاز بالنفس وعدم التفريق بين الاستعلاء بالإيمان والعلو بالذات حيث إن بينهما شعرة لا يدركها إلا أولو الألباب والقلوب السليمة.

أما الحادث الأثيم على قوات حرس الحدود فقد ساهم فيه الكثيرون قبل هؤلاء.. فكل من شتم الجيش المصرى وأهانه وقذفه بغير حق ساهم فيه.. وكل من ألقى «مولوتوف» قبل ذلك على قوات الجيش ساهم فيه. وعلينا أن ندرك تماماً أن ترك أفكار التكفير تستشرى فى المجتمع سيؤدى لا محالة إلى إراقة الدماء.. فالفكر الخاطئ لابد أن يولد عملاً خاطئاً.. أما من يتصور أن هناك فكراً خاطئاً بلا عمل خاطئ فهو واهم.. فأفيقى يا مصر الكنانة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية