قال شهود عيان، الأربعاء، إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على عشرات الطلبة المحتجين في شرق البلاد، مع دخول الاضطرابات التي فجرتها إجراءات التقشف الصارمة أسبوعها الثاني.
وقال شاهدا عيان: إن أكثر من 100 طالب تجمعوا في احتجاج خارج الجامعة، في مدينة كسلا، بشرق البلاد قرب الحدود مع إريتريا، مرددين هتافات «لا لا للغلاء»، و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وأضافا أن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على الطلبة الذين رجموها بالحجارة»، ولم تعلق الشرطة على الفور على الحادث، لكنها نفت مرارًا استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وانتشرت الاحتجاجات في أنحاء السودان على مدى أكثر من أسبوع، منذ أن أعلنت الحكومة أنها ستخفض الإنفاق لإشاعة الاستقرار في اقتصاد البلاد، الذي تراجع منذ انفصال الجنوب المنتج للنفط العام الماضي.
وكانت أوسع المظاهرات يوم الجمعة عندما شارك فيها مواطنون آخرون وامتدت إلى مناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم، بعد أن كانت المشاركة فيها تقتصر تقريبًا على الطلبة، وهو ما أدى إلى حملة أمنية صارمة، فيما ساد الخرطوم هدوء نسبي منذ السبت، لكن مظاهرات أصغر استمرت في مدن أخرى.
وقال شهود عيان: إن «الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات، مساء الثلاثاء، لتفريق نحو 100 متظاهر في بلدة عطبرة المطلة على النيل».
يذكر أن معظم الاحتجاجات التي تمت كانت متناثرة، ولم يحتشد أكثر من بضع مئات في المرة الواحدة، وهون المسؤولون السودانيون من شأنها قائلين: «إنهم سيمضون قدمًا في إجراءات التقشف التي يرون أنها ضرورية لإصلاح الاقتصاد».
وكان اقتصاد السودان قد تأثر بانفصال الجنوب مستحوذًا على ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي الذي كان يوفر للبلاد معظم إيراداتها، وأدت خسارة هذه الإيرادات الدولارية إلى انخفاض قيمة الجنيه السوداني، ومن ثم إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية وسلع أخرى كثيرة منها يتم استيرادها.