قضى المعتصمون فى ميدان التحرير ليلة سعيدة، الثلاثاء، بعد قرار محكمة القضاء الإدارى بإلغاء قرار «الضبطية القضائية» لرجال الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية للمدنيين، لكنهم أكدوا استمرار اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم وأهمها إلغاء الإعلان الدستورى المكمل.
الميدان شهد فرحة عارمة بعد صدور الحكم، وقال محمد سيد من أعضاء حركة «حازمون»: «لقد دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه بعد أداء انتخابات شريفة ونزيهة، لأن العدالة الحقيقية هى طريق الأمم للتقدم والرقى، ومصر بدأت الآن تخطو على الطريق الصحيح، فى تحول مسار الديمقراطية».
فيما بدأت بوادر خلافات بين السلفيين والإخوان تظهر فى ميدان التحرير، حيث رفض الشيخ حازم أبوإسماعيل الصعود إلى منصة الجماعة لليوم الثالث على التوالى، احتجاجا على ما قاله الداعية الدكتور صفوت حجازى بأن الميدان سيمتثل لقرار الرئيس محمد مرسى فى حالة طلبه فض الاعتصام، وألقى «أبوإسماعيل» كلمته داخل الميدان وسط أنصاره، وطالبهم بعدم ترك ميدان التحرير لحين تحقيق جميع المطالب وزوال المجلس العسكرى عن السلطة، وتركها لمؤسسات الدولة الدستورية بحيث تكون خارج مساحة دوائر الفعل السياسى، متهما المجلس بـ«وضع جريمة سياسية، وهى الإعلان الدستورى المكمل الذى يحد من صلاحيات الرئيس الجديد»، واعتبر هذا الإعلان «يهدف إلى النيل من ثورتكم فى تطبيق شرع الله».
واستمرت المنصة الرئيسية فى عرض بعض الأناشيد الدينية منها «يلا يا شعب هد الصعب.. اصرخ يلا وعلى الصوت.. الحق حقك قبل ما يموت.. يلا قوم لرفض حكم الغدر»، بينما وقفت إحدى السيارات وسط الميدان تحمل لافتات تجسد الفترة الانتقالية، وكيف تسبب المجلس العسكرى فى إفساد الحياة السياسية.
ونظم المعتصمون لجان تمشيط وحملات أمنية لتطهير الميدان من البلطجية ومثيرى الشغب، وتفتيش الخيام الموجودة فى «الصينية» وأمام مجمع التحرير، كما تم القبض على أحد البلطجية أثناء سرقته شباب المعتصمين، وتمت إعادة المسروقات لأصحابها.
وعلى الصعيد المرورى، وقعت مشادات بين قائدى السيارات والحافلات، وأمن الميدان الذى رفض دخول سائقى التاكسى.
وعلى الأرصفة ظهرت المنتجات الإسلامية، ومنها التمر والسواك وكتيبات صغيرة للشيوخ أبوإسحاق الحوينى، ومحمود المصرى، وأبوبكر الحنبلى، وغيرهم من الدعاة السلفيين.
وداخل إحدى الخيام المتبقية لجماعة الإخوان المسلمين، جلس شباب الإخوان يهتفون ويغنون، بينما أطلقت نساء الجماعة الزغاريد ابتهاجاً بفوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة، كما حملوا لافتة مكتوباً عليها «حزب الحرية والعدالة أسسه الإخوان المسلمون لكل المصريين.. انضم إلينا تعرف علينا». وغنى الشباب على أنغام الدفوف (الله الله على المرسى..المرسى واحد مننا.. ودمه هو دمنا.. يطبق شرع ربنا)، (رفعنا شعارك يا مرسى.. صوتنا ولساننا يا مرسى.. انصر مظلومنا يا مرسى)، (يا مرسى يا رئيس دولتنا.. يا مرسى يا معلى رايتنا.. يا مرسى رمز الميزان.. وانت كسبان كسبان(
وبجوار خيمة الإخوان كانت هناك خيمة لحركة كفاية حملت لافتات كُتب عليها «استقلال، حرية، عدالة اجتماعية»، وداخل الخيمة كانت هناك فاترينة كبيرة لعرض الكتب بسعر جنيه واحد للكتاب.
وتنتشر خيام متنوعة فى الميدان، منها خيمة حملت لافتات (نسأل الله التوفيق والسداد للدكتور مرسى.. ثوار الشرقية الأحرار)، وفى مواجهة مجمع التحرير كانت هناك خيمة تحمل جوانبها صورة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسى السابق، وكُتب تحتها (أبوالفتوح.. أنا مش إخوان.. وأدعم مرسى عشان آخد حق الشهيد) (أبوالفتوح.. أنا مش إخوان.. وأدعم مرسى عشان أسقط شفيق وأحمى ثورتى.(
من جانبه، قال أشرف السويسى، ممثل ائتلاف شباب الثورة المستقلين: «الميدان محتشد من أجل صلاحيات مرسى، أما نحن فلنا وجهة نظر أخرى كثوار وهى انقضاض المجلس العسكرى على السلطة بأسلوب ناعم عسكرى، وهو شكل من أشكال حكم العسكر بعيداً عن الانقلابات.