شهد ميدان التحرير وسط القاهرة سيولة مرورية الثلاثاء ، رغم استمرار مئات من المتظاهرين فى اعتصامهم لليوم الثامن على التوالى، للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب من جانب المحكمة الدستورية العليا، باعتباره الجهة الشرعية الوحيدة المنتخبة بعد ثورة 25 يناير وإلغاء قانون الضبطية القضائية الذى تم صدوره من جانب وزير العدل، ليسمح لرجال المخابرات والشرطة العسكرية بالقبض على المدنيين.
أخبار متعلقة
واستمرت الحلقات النقاشية بين عدد من المعتصمين والحديث عن المرحلة الحالية، والمطالبة بإعطاء الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى جميع الصلاحيات، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، الذى وصفوه بـ«الإعلان المكبل»، وعدم المساس بالجمعية التأسيسية لإعداد الدستور.
وشهد الميدان سهولة مرورية فى حركة السيارات، مع استمرار غياب رجال المرور، حيث وقف عدد محدود منهم بجانب المتحف المصرى وشارع قصر النيل القريب من الميدان، مع استمرار عشرات الخيام أمام الحديقة الخاصة بمجمع التحرير وبـ«الكعكة الحجرية» وأمام سور الجامعة الأمريكية والمتحف المصرى ومسجد عمر مكرم. وتواجدت مئات الخيام فى الميدان، فيما جلس المقيمون داخل إحدى الخيام التابعة لحزب الحرية والعدالة يهتفون على دقات الدفوف «محلا الليلة.. محلا الليلة.. الله يبارك فيها الليلة.. مرسى خلاص بقى قائد لينا، من الليلة وعلى دارك رايحة.. السلطة ومعاها الفرحة»، «قالوا مرسى عايز الكرسى.. طلع الكرسى عايز مرسى»، «لا ضبطية ولا دستور كل ده شغل فلول»، «يسقط يسقط حكم العسكر».
وقالت أمينة خليفة، ربة منزل: «نحن معتصمون بالميدان وننام بالمسجد وأزواجنا ينامون بالعراء ومطالبنا هى عودة الجيش لثكناته وترك الحكم لرئيسنا الجديد بصلاحيات كاملة». واصل عدد من المعتصمين إلقاء المياه على بعضهم من خلال زجاجات المياه نظرا لارتفاع حرارة الشمس المرتفعة، فيما تواجد العشرات من الشباب من محافظات الشرقية، والقليوبية، وسوهاج، رافعين لافتات مكتوباً عليها: «يا مشير موت موت جايلك مرسى بالنبوت». وهنشيله هنشيله هنسقط المجلس كله» و«ارفع راسك فوق انت مصرى» «لا للفلول».
وعقب صلاة الظهر طافت بالميدان مسيرة من عربة ايسوزو إسكندرية، تحمل جوانبها صورة مرسى محاطة بالورود، ومن خلال الميكروفون هتف القائمون عليها «ياللى قاعد قاعد ليه خدت حقك ولا إيه»، مطالباً المتواجدين بالخيام بالسير فى المسيرة، قائلاً: «إذا كان المتواجدون بالخيام عازفين عن السير بسبب الحر فماذا عمن ضحوا بدمائهم»، فكان ذلك دافعاً لاشتراك المئات فى المسيرة، هاتفين: «مهما الشمس تولع نار مش هنسيب حق الثوار»، ارفع «راسك فوق إنت مصرى، لا للفلول رئيسنا مرسى».
من جانبها، أعلنت اللجنة الشعبية للدفاع عن الثورة بحلوان، استمرار اعتصامها فى ميدان التحرير رفضاً للإعلان الدستورى المكمل، وقالت فى بيان إن الشعب توحد لأجل هدف رئيسى وهو رفض إعادة أذناب النظام ومن يوالونهم من أصحاب المصلحة للحكم مرة أخرى، إلا أنهم لاقوا الكثير من المتاعب والتحديات خلال عام ونصف وحاولوا الصمود أمامها وقدموا التضحيات من جهد ومال وعرق ودماء من أجل التصدى لها.
وقال محمد بهاء، منسق اللجنة الشعبية للدفاع عن الثورة بحلوان، إنه من الضرورى فى الفترة المقبلة تكاتف كل القوى مع بعضها، لأن معركة الفترة القادمة ليست بالسهلة، مطالباً بضرورة وضع ثقة جديدة فى الإخوان وإعطائهم الفرصة حتى يثبتوا حسن نواياهم، وإن لم يفعلوا كذلك وأخطأوا فى حق الثورة، فسيتم التصدى لهم بحزم، وتوجيه كل أنواع الهجوم ضدهم عملاً بالقول المأثور الذى ردده الدكتور مرسى «وإن أخطأت فقومونى».
