قال الكاتب الصحفي توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه إذا كان هناك نقطة يمكن بها تمييز ضعف وقوة ثورات الربيع العربي، فإنه يمكن تلخيصها في عنصر «الخوف»، فقد حدثت الانتفاضات بسبب توقف الشعوب العربية عن الخوف من حكامهم، لكن تلك الثورات لم تكتمل لأن الشعوب العربية لم تتوقف عن الخوف من الآخر، والاختلافات فيما بينها.
وأضاف أن ثقافة الخوف هي التي غذاها الحكام الديكتاتوريين على مدار العقود الماضية، وأرادوا أن يخشى كل فرد الآخر، أكثر مما يخشى حاكمه، ليضمن الحاكم بقاءه في السلطة، ويوهم كل فئة أن بقاءه يحميها، حتى لو استخدم قبضته الحديدية في الحكم.
وقال فريدمان في مقاله إن المطلوب هو انتشار ثقافة التعددية والمواطنة للتغلب على هذا الإرث الذي تركه الحكم الديكتاتوري، وحتى وقتها، ستظل هناك صراعات بين القبائل في اليمن وليبيا، وبين الطوائف في سوريا والبحرين، وبين الإسلاميين والعلمانيين والأقباط في مصر وتونس.
وأوضح أن «الولايات المتحدة الأمريكية استغرقت قرنين من الصراع والتنازل لتصل اليوم لانتخاب رئيس أسود، اسمه الأوسط (حسين)، وتفكر بعدها في استبداله برئيس مورموني، وهي البلد التي نشأت على يد المهاجرين».
وأكد فريدمان، أن الطريقة التي سيتعلم الرئيس المنتخب محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين، التعامل بها مع العلمانيين والليبراليين والسلفيين والأقباط في المجتمع المصري سوف يكون لها «تأثير هائل على كل ثورات العالم العربي»، مشيرًا إلى أنه لو توصل المصريون لعقد اجتماعي ناجح لحكم أنفسهم، فسوف يرسخ ذلك نموذجًا يقتدي به الجميع إقليميًا، قائلًا: «مصر ستحتاج إلى نيلسون مانديلا جديدًا».