قدمت كل الكنائس المصرية التهانى للدكتور محمد مرسى لفوزه برئاسة الجمهورية، فيما طالبت الحركات القبطية ومواطنون أقباط الرئيس المنتخب، بالوفاء بوعوده التى قطعها على نفسه، وعلى رأسها تحقيق دولة المواطنة.
وأكد الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، عدم وجود مخاوف لدى الكنيسة، من تولى «مرسى» الرئاسة، وقال إن الكنيسة كلها ثقة فى أن الله سيعطيه حكمة لينصف المظلومين، مضيفا: «نطلب من الله أن يحقق الدولة المدنية الحديثة القائمة على القانون والحق».
وقال الدكتور أندريا زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية: «لا يجب أن نستبق الأحداث، ولا بد أن نعطى الفرصة للدكتور مرسى لتحقيق برنامجه الانتخابى»، ودعا «زكى» الأقباط للتفاؤل، وأن يكونوا جزءًا من النسيج الوطنى والمجتمع المصرى، وأضاف أن «ثورة يناير حررت المصريين من الخوف ونحن مع الرئيس نؤيده فى تحقيق الرخاء الاقتصادى لمصر والخير لبلادنا، وإذا أخطأ فسنقف له ونعارضه ونكسر الأنماط القديمة»، مشيرا إلى أن مطالب الأقباط جزء من المطالب المصرية فى تحقيق الأمن والعدل والمساواة.
ودعا الأب رفيق جريش المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، الدكتور مرسى بالاهتمام بالفقراء وتعيين نائب قبطى له، كما قال فى مؤتمر التوافق الوطنى، وإقرار قانونى بناء الكنائس والأحوال الشخصية لغير المسلمين على وجه السرعة.
وقال المطران الدكتور منير حنا أنيس، رئيس الطائفة الأسقفية بمصر والشرق الأوسط، إن الكنيسة تحترم نتائج الانتخابات الرئاسية التى أعلنتها اللجنة العليا المشرفة عليها، وأضاف: «يعلمنا الكتاب المقدس أننا سنصلى من أجله حتى يستطيع أن يحقق أحلام شعب مصر التى تشمل الحرية والديمقراطية وتحقيق حقوق المواطنة وتطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الوطن الواحد».
وأكد مدحت قلادة، رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى أوروبا، أن مخاوف الأقباط مشروعة، لأن خبراته مع التيارات الدينية أكدت أنها تيارات إقصائية تستأثر بالحكم له، وقال: «أرى أن الوعود لا تكفى فنظام مبارك كان يقدم وعوداً فقط، دون أى تنفيذ لشىء».
وأضاف: «يجب أن يعلم السيد مرسى أن من يريده من شعب مصر 25% فقط، ومن المحتمل أقل، لأن هناك نسبة كبيرة اختارته كراهية فى الفريق شفيق».
وقال ائتلاف أقباط مصر فى رسالة بعث بها إلى رئيس مصر المنتخب، بعنوان «سنكون من صفوف معارضيك فكن خادماً لكل المصريين» طالبه فيها بالحفاظ على هوية الدولة المصرية ومدنيتها الوسطية، وتأكيد وترسيخ مبدأ المواطنة الكاملة لكل أبناء الشعب المصرى، وإلغاء كل أشكال التمييز فى كل مناحى الحياة المصرية.
وقال إبرام لويس، المتحدث الإعلامى باسم «حركة أقباط بلا قيود»: «لأننا نحب وطننا ونتفهم قواعد اللعبة الديمقراطية فإننا نقبل نتيجة الانتخابات وننحنى احتراما للصندوق الذى قال كلمته اليوم، ولأننا نحب وطننا ونعتز بوطنيتنا سنقف فى صفوف المعارضة لنشارك فى حماية مدنية الدولة وحقوق الأفراد من كل الأطياف والانتماءات ضد أى محاولة للهيمنة باسم الدين».
وأكد عدد من المواطنين الأقباط احترامهم لفوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية، معللين ذلك بأنه لا بد من الامتثال لاختيار الصندوق، وفى الوقت نفسه، أبدى البعض مخاوفهم من عدم اهتمام «مرسى» بالأقباط وتحقيق مطالبهم المتمثلة فى الدولة المدنية وقانون بناء دور العبادة الموحد، مطالبين إياه بالنظر لهم ورعايتهم رعاية كاملة.
قال أيمن أبادير، مدير مصنع غزل ونسيج: «لا يهمنى من فاز، لكن الأهم عندى هو بدء العمل الجاد لتحقيق مطالب الشعب، فمرسى من الآن هو رئيس لكل المصريين بمن فيهم الأقليات، وأتمنى أن يحكم بالعدل».
وأضاف «أبادير» أنه ليس له أى مطالب كقبطى، لكن كمواطن مصرى له حقوق وعليه واجبات، مع ضمان الحريات الكاملة، لكنه عاد وأكد عدم تفاؤله بفوز مرسى، على اعتبار أن الاستثمارات الأجنبية ستهرب من الدولة تخوفا من الدولة الدينية.
وأبدت دينا إبراهيم، «26 سنة»، عدم اعتراضها على فوز مرسى لأنه من أتى به الصندوق، واعتقدت أنه سيحاول إثبات حسن نواياه، خاصة مع من لم ينتخبوه، مشيرة إلى أن فرض بعض القيود على الأقباط لن يأتى قبل 4 سنوات بعد أن يكسب حب الشعب، وأكدت أن «مرسى» لن يستطيع تحقيق أهداف الثورة، لأنه ليس مرشحها الحقيقى، على حد قولها، مطالبة إياه بألا يضطر الشعب للنزول للتحرير مرة أخرى، وأن يحافظ على مدنية الدولة والإسراع بإصدار قانون دور العبادة الموحد وألا تخضع ميزانية الكنيسة لمراقبة الجهاز المركزى للمحاسبات لأنها قائمة على التبرعات.
وقال أرسانيوس أيمن، طالب بكلية الهندسة: «سعيد بفوز مرسى لأنه أول رئيس مدنى منتخب، ولا أتخوف من كونه إسلاميا لأنه رأى ما حدث مع سابقه مبارك ولن يفكر فى تكرار أخطائه»، مشيراً إلى أن ما أسعده بالأكثر هو هزيمة الفريق أحمد شفيق.
وأعربت مادونا عاطف، 21 سنة، عن تقبلها لفوز مرسى، لكنها لا تعتبره يصلح لحكم مصر، ولا يصلح ليكون «رئيساً لها» - بحسب وصفها، وأكدت أنها لا تثق فى كلامه لأنه «من الإخوان الذين غالباً ما يغيرون أقوالهم».