x

بالصور..كواليس خطاب مرسى: لون بدلة الرئيس أربك حسابات مسؤولي الاستديو

الإثنين 25-06-2012 20:55 | كتب: محمد طه |

رسالة استقبلتها الهواتف المحمولة الاحد، مفادها أن «الرئيس محمد مرسى يتجه لاستديوهات المقطم ليلقى كلمته»، كانت كفيلة بأن يسود التوتر المكان الذى سيظهر من خلاله أول رئيس مصرى مدنى يأتى بانتخابات حقيقية، خاصة أن الاستديوهات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لم تكن مستعدة بالقدر الكافى لاستقباله.

ساعتان ونصف الساعة قضتها «المصرى اليوم» بجوار الرئيس المنتخب، أثناء استعداده لإلقاء كلمته الأولى إلى الشعب.. التوتر ساد المكان، فقد مضى ما يقرب من عام ونصف لم يشهد فيه التليفزيون ولم تصور وحداته كلمة لرئيس، فبيانات المجلس العسكرى وكلمات قياداته كانت تسجل بعيداً عن ماسبيرو وكل الاستديوهات التابعة له، ولأنها المرة الأولى لـ«مرسى» رئيساً كان القلق والتوتر مصاحبين للجميع، ليس للعاملين فى الاستديو فحسب بل أيضًا أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس الجديد.

رافقت «المصرى اليوم» الرئيس المنتخب فى كل خطواته داخل الاستديو، وكانت هناك أكثر من مشكلة واجهته وأعضاء حملته وحراسه الذين رافقوه، فى البداية كانت مشكلة الخلفية الزرقاء داخل الاستديو، عندما كشف حازم غراب، رئيس قناة «مصر 25»، الذى رافق الرئيس أن «مرسى» سيرتدى بدلة أقرب إلى اللون الأزرق، وهنا بدأت حالة من القلق تسرى بين العاملين فى الاستديو، فالخلفية هى الوحيدة الموجودة، والتى تناسب الخطب الرئاسية، فاجتمع مهندسو الديكور والإضاءة لبحث حلول سريعة، حتى لا يتأخر أول بيان للرئيس المنتخب بسبب «لوكيشن التصوير»، وبعد مناقشات عدة شارك فيها أعضاء من حملة «مرسى» انتهى الأمر إلى تغيير وقفة الرئيس، وزوايا تصويره، بحيث لا تحتل الخلفية الزرقاء المساحة كاملة خلفه، واستقروا على الخلفية التى ظهرت فى النهاية، نصفها أزرق والنصف الثانى ديكور أشبه بالشباك يحتل علم مصر مساحة كبيرة منه.

لم تنته المشكلات بحل أزمة الخلفية الزرقاء، مشكلة أخرى ظهرت فى محاولات منسقى الحملة البحث عن كرسى أو قطعة خشبية مرتفعة يقف عليها الرئيس خلف المنصة أثناء إلقاء كلمته، ليتناسب طوله مع طول المنصة التى يقف خلفها، فقد بدا «الرئيس» قصيرا إلى حد كبير بالنسبة لحجم المنصة، ودام بحث أعضاء الحملة عن الخشبة، وهى العملية التى شارك فيها عمال الاستديو والمشرفون عليه، إلى أن استقروا على خشبة بدت ضعيفة لن تتحمل الوقوف عليها، وربما تسقط أثناء وقوف الرئيس عليها، مما سيؤدى إلى تعطيل التصوير، وانتهى الأمر إلى الاستعانة بقطعة خشب وتثبيتها جيدا لتلافى إصابة مرسى.

وقبل دقائق من بدء الكلمة، اعترض اللواء حمدى منير، رئيس قطاع الهندسة الإذاعية، على تواجد قناة «مصر 25» داخل الاستديو، وشدد على حازم غراب والعاملين فى الاستديو بأنه أثناء إلقاء كلمة الرئيس ستخرج قناة مصر 25 خارج الاستديو تماما.

وظل القلق مصاحباً للجميع حتى آخر لحظة، قبل دخول الدكتور مرسى إلى استديو الهواء. وصرخ حمدى منير، المشرف على كل تفاصيل اللقاء بالتنسيق مع مندوبى حملة مرسى، عندما اكتشف أن باب الاستديو الذى سيدخل منه الرئيس غير نظيف، فبحث «منير» كثيراً عن عمال النظافة، لكنهم كانوا قد انصرفوا، فصرخ «منير» فى عاملى الاستديو: «حد يجيب مكنسة أو مقشة حالاً» لكن دون جدوى، فلم تتوافر المكنسة أو المقشة التى طلبها اللواء، فاضطر «منير» إلى تغيير الباب الذى سيدخل منه الرئيس إلى باب آخر، فإذا بمشكلة أخرى تواجههم فى أن البوابة إلكترونية، فقال اللواء منير وهو يحاول تغيير الباب: «ميصحش الريس يدخل من بوابة إلكترونية».

وقبل دخول مرسى مقر الاستديو أمر «منير» أحد العاملين فى الاستديو بإيقاف الأسانسير، ليدخل الرئيس وفى استقباله 6 من مندوبى حملته وقفوا صفا واحدا كدرع واقية له، وسط تصفيق استمر دقائق، لم تنهه التحية التى وجهها لهم مرسى.. ودخل الرئيس إلى حجرة الاستقبال المخصصة له ومعه اثنان من ضباط الحرس الجمهورى وآخران من ضباط القوات المسلحة، ثم خرج الجميع من حجرة الاستقبال عدا الرئيس والدكتور ياسر على المتحدث الرسمى لحملته، وجلسا معا 20 دقيقة للتحضير للكلمة التى سيلقيها الرئيس.

وأثناء تواجد الرئيس داخل حجرة الاستقبال طلب مندوبو حملته شاشة سكرين لوضعها فى القاعة ومتابعة اللقاء، إلا أن العاملين فى الاستديو فشلوا فى توفيرها، فقرر أعضاء الحملة شراء شاشة من أحد محال المقطم، ولكنهم لم يجدوا محلا مفتوحا.

المشاكل التى واجهت أعضاء الحملة رغم بساطتها كادت تعرقل التصوير، ومنها مثلا عدم وجود مياه معدنية ومشروبات، بسبب انصراف عمال البوفيه، حتى إن الرئيس طب مناديل ورقية فلم يجد العاملون سوى عبوة وحيدة فى غرفة الاستديو، ما اضطر «منير» إلى شراء مناديل وعصائر ومياه مثلجة من أقرب سوبر ماركت.

وكان طلب الدكتور مرسى الذهاب إلى الحمام من كبرى المشكلات، فأحد مندوبى الحملة تفقد حمام الاستديو، وأكد عدم نظافته بما يليق برئيس الجمهورية، وهنا علا صوت اللواء حمدى منير مرة أخرى فى وجه أحد العاملين فى الاستديو: «نضف الحمام بأى شكل.. حاول تعمل حاجة»، استغرق الدكتور مرسى قرابة 10 دقائق فى الحمام قبل دخوله الاستديو، وبعد توجهه إلى الاستديو استغرق قرابة 8 دقائق فى اختبار صوت الأجهزة.

أثناء إلقاء الدكتور مرسى كلمته كان أعضاء حملته، ومنهم حازم غراب وياسر على وآخرون، يتابعون من حجرة الكنترول، وبعد أن أنهى مرسى اللقاء هنأ أعضاء الجماعة بعضهم بأن الكلمة رائعة، وأن الدكتور كان لبقاً فى إلقائها، وقالوا: «رائع رائع»، ثم توجه الرئيس بعد إلقاء كلمته إلى غرفة الكنترول لسماعها مسجلة بصحبة حمدى منير وأعضاء الحملة وأثناء سماعه للكلمة دار بينه وبين اللواء منير حوار هامس لم يسمعه أحد، ثم جمع كل أعضاء حملته والموجودين فى الاستديو لالتقاط الصور التذكارية قائلين: «يلا يا جماعة، الريس يتصور مع الناس كلها يا جماعة».. وبعد التقاط أكثر من صورة تذكر أحد العاملين وجود علم مصر، فأصر على إعادة الصور مع الرئيس إلى جوار العلم، وهو ما رفضه المصورون فى البداية، لكنهم رضخوا بعدما صرخ أحد العمال الذى كان يحمل العلم «يا ناس أنا متصورتش مع الريس» بعدها مباشرة خرج الرئيس من باب الاستديو ليركب فى إحدى سيارات الدفع الرباعى، جالساً فى الكرسى الأمامى إلى جوار السائق، وفى المقعد الخلفى أحد ضباط الحرس الجمهورى، وكانت هناك قرابة 15 سيارة ما بين ماركات الجيب والمرسيدس تصاحبه فى موكب مهيب، وأثناء سيرهم بالسيارات، ضحك أحد أعضاء الحملة قائلا: «العربيات دى مشتغلتش من زمان».

كواليس الخطاب الأول لمحمد مرسي  كواليس خطاب «مرسي»  كواليس خطاب «مرسي»  كواليس خطاب «مرسي»  كواليس خطاب «مرسي»  كواليس خطاب «مرسي»  كواليس خطاب «مرسي»  كواليس خطاب «مرسي»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية