بنوك أجنبية تستعد للخروج من السوق المصرية بسبب أزمة الديون الأوروبية واليونانية

تتجه بنوك أجنبية للتخارج من السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، منها «بى إن بى باريبا» الفرنسي، و«بيريوس» اليوناني، على خلفية إعادة النظر في خططها التوسعية بعدد من الدول حول العالم ومنها مصر، مدفوعة بمبررات عدة من بينها أزمة الديون الأوروبية واليونانية.

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مسؤول بارز بالبنك المركزي المصري، أن البنك ليس لديه موقف مسبق، أو تحفظ على دخول مؤسسات مالية أو بنوك قطرية للسوق المصرية، بغرض الاستحواذ على أحد البنوك المطروحة للبيع خلال الفترة المقبلة، والتواجد من خلال هذا التوجه بسوق المال المصرية بشكل فاعل.

المسؤول المصرفي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن البنك المركزي يرفض منح تراخيص لإنشاء بنوك جديدة في الوقت الراهن، لكنه يرى إمكانية دخول بنوك أجنبية من خلال الاستحواذ على بنوك مصرية قائمة برخص معمول بها، شريطة أن تضيف هذه المصارف للاقتصاد المصري، والجهاز المصرفي، والعمالة، والتكنولوجيا، من خلال عروض فنية ومالية واضحة.

وأكد مسؤول البنك المركزي أن السلطات النقدية المصرية لم ترفض دخول بنوك قطرية لمصر للاستحواذ على مصارف مصرية، لمبررات سياسية، أو مخاوف من الاستثمار في مصر والتعرف على طبيعة عمل الجهاز المصرفي، وتفاصيل ذلك، ومدى إمكانية استقطاب أطراف أخرى غير مرغوب في تواجدها بالسوق المصرية، وأشار إلى أن الأساس في هذه العملية التقدم بعروض جادة تضيف للاقتصاد المحلي، والسوق، والبنوك، والجهاز المصرفي، ونظم العمل.

تابع : بالنسبة لعملية فحص وتقييم بنك «بيريوس» مصر، فمن المقرر أن تنتهي إجراءات الفحص الفني النافي للجهالة للبنك خلال شهر، تمهيدًا لتقديم عرض رسمي للشراء، لكن المصدر أكد عدم وجود بنوك قطرية من بين البنوك الخمسة التي تجري عملية فحص لـ«بيريوس» كما لم تقدم مؤسسات مالية من نفس الدولة عروضًا رسمية للاستحواذ على بنك «بي إن بي باريبا»، حسب قول المصدر.

من جهتها أكدت شاهيناز فودة، الرئيس التنفيذي ونائب العضو المنتدب لبنك «بي إن بي باريبا»، عدم اتخاذ قرار بشأن بيع، أو بدء عمليات الفحص الفني النافي للجهالة لفروع ووحدات مصرفها بمصر، مشيرة إلى قوة مجموعة البنك الفرنسية عالميًّا، وفروعها المحلية بالسوق المصرية.

ونفت رئيس البنك ما تردد عن انسحاب فروع بنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي من مصرعلى خلفية أزمة الديون الأوروبية واليونانية، أو مشاكل وخسائر تواجه مجموعة البنك عالميًّا، وقالت إن البنك في مصر «جاء له عرض شراء ونفكر في العروض».

وأشارت فودة إلى أن العروض المقدمة لشراء البنك مبدئية، لكنها أكدت أن من بين العرضين بنكًا قطريًّا، دون أن تذكر اسمه، بينما ذكرت مصادر مصرفية أن بنك قطر الوطني أبدى رغبته في الحصول على خدمات الأفراد المصرفية للبنك.

من جانبها أكدت نيرة أمين، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك «بيريوس» مصر، أن التفكير في بيع الذراع المصرفية لمجموعة بيريوس اليونانية في مصر جرى منذ عام ونصف العام، على خلفية إعادة النظر في مجموعة الفروع العالمية وفق خطة استراتيجية بسبب الأزمة المالية، والديون اليونانية.

وقالت أمين: «سيتم الانتهاء من عمليات الفحص الفني النافي للجهالة للبنك خلال يونيو، بعدها سيتم الاستقرار على أحد البنوك التي أجرت الفحص، للموافقة على تقديم عرض شراء».