x

مباراة اليونان وألمانيا تثير صراعاً بين الفقراء والأغنياء

الجمعة 22-06-2012 18:43 | كتب: أيمن حسونة |
تصوير : رويترز

تجاوزت مباراة كرة القدم بين منتخبى اليونان وألمانيا المؤهلة للدور ربع النهائى لبطولة الأمم الأوروبية «يورو»، المقامة فى بولندا وأوكرانيا، حواجز المنافسة الرياضية، وتحولت إلى ساحة للثأر السياسى والاقتصادى فى ميدان الملعب، فيما يراها آخرون محاولة للتقريب بين البلدين بعد الأزمة المالية التى تعانيها اليونان.

وسر الزخم السياسى والاقتصادى الذى اكتسبته هذه المباراة يعود، كما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، إلى الفارق الرئيسى بين البلدين، فاليونان تعانى من شلل تام وتعيش خامس سنوات الركود الاقتصادى، وثلث سكانها يعيشون تحت خط الفقر. أما ألمانيا، ماكينة أوروبا الاقتصادية وماكيناتها فى الملعب، فهى أكبر دائنى اليونان، كما أن الكثير من اليونانيين يلومون برلين على ما وصلت إليه اليونان حالياً على الصعيد الاقتصادى بسبب «تشدد» الحكومة الألمانية مع مسألة الديون السيادية فى اليونان.

وفى مثل هذه الأوقات يردد عدد كبير جدا فى شوارع أثينا كلمات اللاعب اليونانى الشهير بيل شانكلى الأسطورى: «كرة القدم ليست مسألة حياة أو موت، إنها أكثر أهمية من ذلك»، وهو ما يجعل المباراة بالنسبة لليونانيين تتخطى حاجز المنافسة الرياضية على الوصول إلى الدور ربع النهائى.

واهتمت الصحف اليونانية بهذه المنافسة وعبرت عن ذلك بأساليب مختلفة، فقد استخدم بعضها أسلوب «التورية»، حيث جاءت العناوين غير صريحة وتحمل أكثر من تأويل مثل: «اليونان لن تخرج من اليورو» فى إشارة رياضية لبطولة أوروبا، وإشارة أخرى للأزمة الاقتصادية اليونانية التى تطالب فيها أحزاب كبيرة بالخروج من منطقة اليورو النقدية.

واستخدمت صحف أخرى الأسلوب المباشر الصادم، حيث جاءت العناوين مثل «أحضروا ميركل»، فى إشارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى أعربت عن رغبتها فى حضور المباراة. بينما لعبت صحف أخرى على التوازن وقالت: «نأمل أن يكون الحدث الرياضى عادلاً جداً».

وتخشى السلطات اليونانية أن يخرج الحدث عن الروح الرياضية، وفى هذا السياق طلبت هيئة السياحة اليونانية من شبكات التليفزيون تقليل المشاهد القريبة من المشجعين اليونانيين فى الملعب.

ووصفت صحيفة «جارديان» المباراة بأنها ستكون «مباراة ثأرية». فاليونانيون يريدون هزيمة ألمانيا حتى «يرسموا البسمة على شفاه جماهيرهم»، خصوصاً أن «الانتصار ستكون له معان كثيرة». وتطرفت الصحيفة البريطانية فى هذا السياق إلى علاقة السياسة بكرة القدم، مشيرة إلى أن هذه الرياضة كانت وسيلة للتقارب بين الشعوب والدول، حيث قرّبت بين إنجلترا والأرجنتين إبان حرب جزر فوكلاند.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية