أرجع رئيس المجلس الوطنى السورى، الدكتور عبدالباسط سيدا، انقسام المعارضة السورية إلى عدم وجود إرادة دولية فاعلة لمساندة الشعب السورى، قائلاً لـ«العربية نت»، الجمعة ، إن المجلس الوطنى لديه تصور كامل لمرحلة ما بعد سقوط الرئيس السورى بشار الأسد، كما طالب الأسد بالتنحى عن منصبه وتسليم السلطة.
يأتى هذا فى الوقت الذى تظاهرت فيه العشرات فى درعا وحمص وريف دمشق فى جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين.. فأين الشعوب؟» وسط انتشار كثيف للأمن والشبيحة وقصف جوى على المدنية، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص فى درعا، فيما قُتل نحو 26 شخصاً من الشبيحة الموالين للأسد فى حلب.
فى الوقت نفسه، قال مسؤولون أمريكيون إن مقربين من الرئيس السورى بشار الأسد يخططون سراً للانشقاق عنه، حسبما ذكرت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، الجمعة ، وذكرت المصادر أن شخصيات عسكرية رفيعة المستوى بصدد إعداد «استراتيجيات خروج»، وأنها تقيم خطوط اتصال مع المعارضين المسلحين لمناقشة كيفية استقبالهم فى حال الانشقاق عن النظام.
بالتزامن، نفت الولايات المتحدة، الجمعة ، أن تكون مستعدة مع بريطانيا لمنح الرئيس السورى بشار الأسد ممراً آمناً وحصانة من الملاحقة القضائية إذا ما تنحى فى إطار اتفاق حول إجراء عملية انتقال سياسى فى سوريا - حسب ما ذكرت صحف بريطانية، الخميس . وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن المعلومات التى تحدثت عن إمكانية منح الرئيس السورى ممراً آمناً للتوجه إلى جنيف هذا الشهر للمشاركة فى اجتماع مع المعارضة «ليست صحيحة».
وعلى خلفية انشقاق الطيار السورى ولجوئه إلى الأردن، ذكرت مصادر أردنية «إن عدد المنشقين من الجيش السورى بلغ نحو 450 منشقاً، يقيمون حاليا فى مخيم فى منطقة المفرق الأردنية وتقدم لهم الخدمات الإنسانية والصحية وغيرها». وتشير إحصاءات حكومية إلى أن عدد اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضى الأردنية يتجاوز 120 ألفاً منذ اندلاع الأزمة فى سوريا منتصف مارس 2011.
وفيما يتعلق بدعاوى تسليح للمعارضة السورية، دافع وزير الدفاع الأمريكى، ليون بانتيا، عن قرار الإدارة الأمريكية عدم تسليحها لأن الوقت غير ملائم، قائلاً إن سوريا تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة إذا أخفقت جهود تحقيق التحول السياسى السلس. وعبّر بانيتا عن ثقته فى أن ترسانة الأسلحة الكيماوية فى سوريا ليست فى خطر، مؤكداً أنه «على يقين من أن هذه المواقع يجرى تأمينها».
من جهتها، أكدت منظمة هيومان رايتس أن التعذيب فى سوريا يتم بشكل ممنهج وواسع النطاق، وأن أعمال القتل والإعدام تجرى بشكل متعمد ومنظم «كجزء من استراتيجية الترويع»، فيما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن هناك نحو 1.5 مليون سورى بحاجة لمساعدات إنسانية.
فى سياق آخر، كشفت «القناة العاشرة الإسرائيلية» أن «دبلوماسيا سوريا رفيع المستوى، ما زال جزءا من النظام ويعمل فى إحدى العواصم الأوروبية، نقل مؤخرا معلومات مخابراتية لإسرائيل، تتعلق بخطوط تهريب أسلحة إيرانية لحزب الله برا عبر سوريا، وبحرا عن طريق شخصية يهودية أوصلت الرسالة إلى أحد الوزراء الإسرائيليين وإلى نائب فى الكنيست»، ومن ضمن المعلومات التى نقلها الدبلوماسى السورى إلى إسرائيل، أن «إيران قامت بتزويد النظام السورى بأسلحة متطورة ومتقدمة إلى حد كبير، وذلك من خلال الممرات البحرية والبرية بين البلدين».