حذر المهندس سعد الحسيني، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، من «ثورة ثانية حال إعلان فوز الفريق أحمد شفيق رئيسًا للبلاد في الانتخابات التي جرت مطلع هذا الأسبوع»، قائلا: «إعلان شفيق رئيسًا يعني انقلابًا مرعبًا وتزوير إرادة المصريين، ومصر كلها ستنتفض ضد هذه الجريمة التي سترتكب في حقها».
واستدرك: «لا أتصور أن يقدم القائمون على الأمر في البلاد على هذه الجريمة الجديدة، وهي إعلان فوز شفيق، بعد أسبوع من الجرائم المتتالية في مقدمتها حل البرلمان والإعلان الدستوري المكمل».
وقال الحسيني، رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، نشرتها الجمعة، إن «إعلان فوز شفيق سيؤدي إلى قلاقل لا تحمد عقباها، وسيكون خيارًا مفزعًا للمجلس العسكري، بأن أوقع البلاد في براثن الفتن بسبب هذا الإجراء غير المسؤول».
وتساءل: «أين الانتخابات التي جرت إذن؟ فليتم إعلانها ديكتاتورية صريحة وينتهي الأمر».
وعن القول بأن تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات مناورة من «العسكري» لقبول الجماعة بحل البرلمان والإعلان الدستوري المكمل، قال الحسيني: «الأمر لا شك ينظر إليه بمنظار الريبة، وللأسف الحالة المصرية تدعونا لتغليب سوء الظن أحيانًا أو كثيرًا، لأن نتيجة فوز الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان، والمستندات التي وقعها القضاة في 350 لجنة عامة، موجود في أيدي كل مصري وعشرات الجهات المستقلة أعلنتها».
وتابع: «المؤكد لدينا أن مرسي هو الرئيس، فالأمر من ناحيتنا ومن ناحية الشعب منتهٍ، وكل (التلكيكات والتعطيلات) بتأجيل النتيجة غير مبررة ومفضوحة».
وأكد أن «جماعة الإخوان ستصبر حتى تعلن اللجنة المشرفة على الانتخابات النتيجة، لأنه ليس هناك حل غير ذلك، ولكن لن تقبل إلا بأن يعلن محمد مرسي رئيسًا لمصر، وهذا ليس خيار الإخوان المسلمين ولا حزبها الحرية والعدالة، بل خيار 13 مليونًا و500 ألف مصري، اختاروا مرسي».
وأوضح الحسيني أن هناك عشرات الآلاف يعتصمون في ميدان التحرير الآن استعدادًا لمليونية، الجمعة، وهناك قوى وطنية كثيرة منها ائتلاف شباب الثورة، تدعو للاعتصام، والمطالب كثيرة وليس مجرد الرئاسة، لكن أيضًا عودة البرلمان المنحل، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل.
وحول توقعاته باستجابة المجلس العسكري لمطالب المعتصمين والمتظاهرين، قال الحسيني: «أدعو أعضاء المجلس العسكري أن يختموا تاريخهم خلال الفترة الانتقالية بشكل مشرف لا يؤدي إلى انقلاب على الديمقراطية، وأرى أن أعضاء العسكري لديهم الكثير من الوطنية للانصياع لإرادة الشعب وتجنيب البلاد الفتن»، مضيفا: «الأولوية الملحة الآن هي إعلان فوز مرسي بالرئاسة، لكن عودة البرلمان قد تأخذ وقتًا أطول، بسبب أن هناك طعونًا قضائية يتم نظرها الآن».
ونفى الحسيني ما تردد حول قيام مرسي بحلف اليمين الدستورية، الجمعة، بميدان التحرير، قائلًا: «الإخوان لم يعلنوا هذا.. ولم يتم تقرير ذلك من عدمه».