x

«حلم عزيز» معالجة هزلية تحمل قدراً كبيراً من الاستظراف

الأربعاء 20-06-2012 21:20 | كتب: رامي عبد الرازق |
تصوير : other

فى عالم الأحلام التى تدفع الإنسان إلى العودة إلى الصواب ومراجعة حساباته والتطهير من أخطائه السابقة، يدور فيلم «حلم عزيز» بطولة أحمد عز، الذى يؤكد صناعه أنه يحمل رسالة تدعو للتوبة وتحمل الكثير من المواعظ، مشيرين إلى تجنبهم تناول السياسة رغم الظروف الراهنة، رغبة فى التخفيف عن الجمهور.

 

هل هى عودة لأفلام المواعظ الأخلاقية؟ صحيح أن السينما لم تتخلص كليا من فكرة الوعظ الأخلاقى ذى الصبغة الدينية، ولكن أن تتطور فكرة الوعظ بهذا الشكل المباشر الذى يجعلنا نتابع عبر ساعتين هذا الخليط الممل من مشاهد ارتكاب الموبقات ثم التوبة ثم التفرقة ما بين الحلم والرؤيا ثم شرح فكرة الفيلم عبر ديالوجات حوارية مطولة وتعليمية، كل هذا يعتبر عودة إلى ما وراء الوراء.

سبق أن قدم عام 1956 فيلم «طريد الفردوس» عن مسرحية توفيق الحكيم وبطولة فريد شوقى وإخراج فطين عبد الوهاب حول فكرة الخير والشر والجنة والنار، لكنه قدم بشكل أكثر تطورا على المستويين الفكرى والدرامى من فيلم «حلم عزيز» الذى يبدو صناعه ليسوا متابعين لتاريخ السينما المصرية، فأقدموا على اقتباس فيلمهم بشكل واضح من عدة أفلام أمريكية، ربما أشهرها فيلم لـ«روبين ويليامز» «أى حلم سوف يأتى؟».

إننا أمام نموذج رجل الأعمال العابث الخائن الذى يجسد فكرة شيطان الأنس، حيث يقدم على الشر ويوسوس به أيضا، وذات يوم ينام ليحلم بأبيه «شريف منير» الذى يطلب منه أن يصعد معه 30 درجة سلم، فيستيقظ «عزيز» وهو يظن أنه سيموت بعد 30 يوما، ويبدأ فى محاولة التكفير عن ذنوبه وطلب العفو من كل من أساء لهم.

إلى هنا، وسواء كانت الفكرة مقتبسة أو أصلية فهى فكرة جيدة، ولكن فى السينما لا تصنع الأفلام بالأفكار الجيدة فقط، فالمعالجة الهزلية احتوت على قدر كبير من الاستظراف من قبل أغلب الشخصيات ومحاولة استدراج الضحكات عبر الإفيهات لا المواقف الكوميدية المحكمة الكتابة.

البحث عن الإفيه أفقد المشاهد رشاقة الإيقاع، خاصة مع طول زمن الفيلم، وتكرار عناصر البحث عمن أخطأ «عزيز» فى حقهم للاعتذار لهم، كما أن التمصير فشل فى تحويل الموتيفات الأجنبية فى الأفلام الأصلية إلى موتيفات مصرية أو شرقية مثل مشاهد تحول «شريف منير» إلى «نينجا» أو مصارع ثيران فهى موتيفات غربية كان يجب على الكاتب عند الاقتباس أن يمصرها.

ورغم الجهد المبذول فى محاولة صياغة أجواء الجنة والنار من خلال الجرافيك والخدع البصرية، فإنها فى حد ذاتها تعتبر دليلا على الاقتباس، والذى جعلهم مثلا فى هذا الفيلم يصيغون مشاهد الجنة والعالم الآخر بموتيفات بصرية مأخوذة من فيلم «آفاتار» حيث الجزر الخضراء المعلقة فى السماء.

أزمة الفيلم ليست فى مشاهد الجرافيك البدائية، لكنها تلك المشاهد الوعظية غير الخلاقة، فهذا النوع من الأفلام يحتاج لأن يكون الهدف الأخلاقى داخل نسيج العمل كى يكتشفه المشاهد ويستخلص العبرة منه، لا أن يتم تلقينه بهذا الشكل الفج. أحمد عز أعجبته شخصية الفتى العابث منذ قدمها فى «365 يوم سعادة»، ويزيد عليها هنا اللمسة الشعبية المتمثلة فى فجاجة السلوك وخشونة نبرة الصوت، وإن كان الربط بين وضاعة الأصل وصعوده من طبقة شعبية غير منصف للطبقات الشعبية وهو يصرح فى الفيلم «أنا من عابدين».

محمد إمام يعيد إنتاج الشخصية التى قدمها أبوه طوال عقد الستينيات، وهى مسألة غريبة، لأنه قدم شخصيات أكثر نضجا فى بداياته فى «عمارة يعقوبيان» و«حسن ومرقص»، أما الميزة الإخراجية فى الفيلم فهى أن عرفة استعرض قدراته فى التعامل مع ما يعرف بموقع التصوير الإيهامى«digital set» فى المشاهد المنفذة بالجرافيك، حيث حرك الكاميرا بشكل متوازن وأخذ زوايا تشرح الإفيهات البصرية والحوارية، خاصة مشهد مباراة كرة القدم ونزول الرجل أبو جلابية الملعب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية