x

صحف عالمية: مصر على طريق الصدام بين «العسكرى» والإخوان

تصوير : اخبار

واصلت الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية، الثلاثاء، تحليل أجواء المشهد السياسى فى مصر، مع اقتراب إعلان اسم الرئيس الفائز على ضوء استمرار المجلس العسكرى فى اتخاذ قرارات تشريعية تطول سلطات الرئيس، معتبرة أن مصر تعود إلى «نقطة الصفر» وتوقعت تزايد الصدام بين الإخوان المسلمين مع المجلس العسكرى، الذى حصن سلطاته فى المرحلة المقبلة على حساب الرئيس الجديد فيما يشبه «الانقلاب الصامت»، واعتبرت بعض الصحف الغربية أن المصريين كانوا يعيشون فيما يشبه «اللعبة الكبيرة».

وقالت مجلة «تايم» الأمريكية فى تقرير بعنوان «كيف فاز العسكر فى انتخابات الرئاسة المصرية» إن المجلس العسكرى أصدر إعلاناً دستورياً مكملاً وتوجيهات أخرى بشأن سن القوانين بمجرد غلق لجان الاقتراع، رغم أنها من أدوار الرئيس الجديد، مؤكدة أن الرئيس القادم، منتخب أم لا، سيتمتع بصلاحيات قليلة جداً.

واعتبرت المجلة أن ذلك يعتبر «أحد الانقلابات الناعمة فى التاريخ»، وهو ما أدى إلى دعوات الإخوان بإطلاق مليونيات فى ميدان التحرير اعتراضاً على تدخلات العسكرى، مضيفةً أن الليبراليين لم يقرروا بعد الانضمام إلى الإخوان والتضامن معهم فى معركتهم ضد العسكرى أم لا.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الإخوان المسلمين تدعى الفوز بالانتخابات الرئاسية وتدعو إلى إقامة مظاهرات بهدف استعادة الصلاحيات من الجيش، مؤكدةً أنها تسعى إلى المواجهة الحاسمة وكشف الأوراق مع جنرالات المجلس العسكرى، برغم طمأنة الجيش للرأى العام بأنه سيسلم السلطة.

ورأت أن الفوضى التى تعم مصر حالياً تؤثر على دورها فى العالم العربى، موضحة أن الفوضى السياسية أثارت الشكوك حول قدرة البلاد على تمهيد الطريق إلى الديمقراطية، وأضافت «بدلا من ذلك، أصبحت مصر مثالاً آخر على انقسامات الربيع العربى».

واعتبرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن الإعلان الدستورى المكمل يوجه ضربة قاضية للثورة المصرية، لأنه يقيد سلطات الرئيس القادم، ويجعل من نفسه الحاكم الفعلى للبلاد من خلال تواجده باستمرار فى المشهد السياسى. وقالت الصحيفة إن الثورة فى الوقت الراهن تم سحقها من خلال ما أصدره المجلس العسكرى من إعلان دستورى مكمل يحد من صلاحيات رئيس البلاد الذى انتخب لأول مرة بصورة ديمقراطية، حيث تعتبر هذه الخطوة ضربة حاسمة لرؤية أن الديمقراطية الشعبية ستحل محل القيادة الاستبدادية التى كانت قائمة طوال عقود الرئيس السابق حسنى مبارك.

وفى الصحف البريطانية، أبرزت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية مانشيت «المصرى اليوم» الاثنين، الذى جاء بعنوان «العسكرى يسلم السلطة إلى العسكرى»، وقالت إن عنوان الجريدة لخص ما يجرى فى مصر بـ«عبقرية».

وذكرت الصحيفة أن الإسلاميين وقادة المجلس العسكرى أصبحوا «على طرفى نقيض» بعد سلسلة من المناورات التى شنتها القوات المسلحة لتوسع نطاق سيطرة الجيش على الحياة السياسية، مضيفةً أن المجلس العسكرى أراد إرسال رسالة بأنه «المسيطر على تشكيل المشهد السياسى فى البلاد، حتى بعد إعلان الرئيس المنتخب».

وأكدت افتتاحية صحيفة «جارديان» البريطانية، تحت عنوان «طريق متعرِّج وطويل إلى الديمقراطية»، أن الثورة المضادة قد تحوَّلت، وبأثر رجعى، إلى مسرحية كوميدية من الأخطاء، مشيرةً إلى أن الغلطة الكبرى هى «إعلان قضاة المجلس الدستورى عدم دستورية طريقة انتخاب ثلث أعضائه المستقلين»، وكانت تشير بذلك إلى حكم المحكمة الدستورية العليا الذى استند إليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى قراره يوم السبت الماضى بحل مجلس الشعب الذى كان يسيطر عليه الإسلاميون.

ومن جهتها، قالت مجلة «دير شبيجل الألمانية» إن مصر شهدت «انقلاباً صامتاً»، مضيفةً أنه مع انتظار الشعب إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية، إلا أن المجلس العسكرى قرر إصدار تشريعات جديدة تؤمن قوته فى السلطة إلى حد كبير، مضيفةً أن الرئيس الجديد لن يكون له أى نفوذ على القوات العسكرية فى البلاد.

وتحت عنوان «لا يخلو من الجنرالات» رأت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» أنه رغم فوز الإخوان فإن السلطة التشريعية الآن فى يد الجيش، مما ينبئ بصراع يلوح فى الأفق، على الأقل فيما يتعلق بالجمعية التأسيسية لكتابة الدستور. وقالت إن المصالحة بين الإخوان والجيش «ليست سهلة».

بدورها، اعتبرت صحيفة «لوفيجارو» أن الإخوان يتحدون الجيش، مشيرة إلى أن الجماعة تمكنت من إعلان فوز مرشحهم بسرعة لمواجهة محاولات الانقلاب التى يقودها الجيش وأنصاره من مؤيدى شفيق، حيث وعد بأن يكون رئيساً لكل المصريين، وأنه لن ينتقم من أحد، وذلك رغم القمع الوحشى الذى تعرضت له الجماعة فى العقود الأخيرة.

ورأت صحيفة «ليبراسيون» أن مصر عادت إلى نقطة الصفر بعدما انتهى المجلس العسكرى، الذى تعهد بقيادة المرحلة الانتقالية، من الاستيلاء على كل السلطات فى البلاد، ليؤكد بذلك المخاوف التى سيطرت على القوى الثورية خلال العام ونصف العام الماضيين، معتبرة أن إجراء انتخابات رئاسية بعد مصادرة السلطات الفعلية للرئيس لا معنى له. ورأت «ليبراسيون» أن التحول الجذرى فى الأحداث على خلفية أحكام المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان والسماح لشفيق بخوض الجولة الثانية أسفر عن فوز الإخوان المسلمين، حيث حاولت الحركات الثورية حشد أصواتها ضد مرشح نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.

وعلى الصعيد ذاته، توقع محللون إسرائيليون أن تتصاعد الخلافات بين المجلس العسكرى الدكتور محمد مرسى، الذى تشير النتائج غير الرسمية إلى فوزه بانتخابات الرئاسة، فيما توقعوا ألا يتحالف النظام المصرى الجديد مع إيران. وقال نير ياهاف المحلل السياسى لموقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إن الصدام بين «مرسى» والمجلس العسكرى بات حتمياً، وإن «مرسى» فى ظل الوضع الجديد بات كـ«الكتكوت بلا ريش»، الذى يعجز عن الطيران، لعدم وجود دستور أو برلمان أو حتى صلاحيات كاملة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية