رغم التحفظات التى تفرضها تقاليد الصعيد على خروج السيدات بشكل عام وعلى خروجهن للإدلاء بأصواتهن فى العملية الانتخابية بشكل خاص، فإن الحاجة حليمة كساب، البالغة من العمر 80 عاماً أصرت على أنه لن يقف أمامها عائق يمنعها من الإدلاء بصوتها فى أول انتخابات بعد الثورة، لاختيار رئيس جديد لمصر جديدة، يرسم لمستقبل أحفادها ملامح أفضل لحياتهم.
استقيظت الحاجة «حليمة» فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأول لجولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، وارتدت جلبابها الأسود وخرجت من منزلها الواقع فى قرية «العوامر الغربية»، التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا، بمساعدة أحد أبنائها.
كل ما تعرفه الحاجة حليمة عن مرشحى دورة الإعادة أن أحدهم من رجال النظام السابق، والآخر يعتمد على التيار الدينى، كما سمعت فى شاشات التليفزيون، لكنها فى جميع الأحوال لم تتمن فى اختيار الرئيس القادم سوى أن يحكم بعدل الله، وأنه «يعمل زين، ويرخص الأسعار، ويصلح التعليم، ومايكنش قلبه قاسى».
وطالبت الحاجة «حليمة» الرئيس المنتخب بأن يقتدى بالرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» فى إحساسه بالفقراء، وقالت: «عاوزاه يراضى الغلابة زى جمال اللى طلع معاش للناس، وعاوزاه يكون راجل شجاع ومحارب زى الرئيس السادات لما وقف وحارب وهزم اليهود، وإنه يقلد السادات لما أخد من الأغنيا وأعطى الفقرا ومش عاوزاه ياخد أى حاجة من مبارك اللى خرب الدنيا».
