x

الطريق إلى «فرج الله»: أهل الدويقة يختارون رئيساً «يعوض صبرهم خيراً»

الإثنين 18-06-2012 00:26 | كتب: ياسمين القاضي |
تصوير : اخبار

دخلت اللجنة وألحت على قاضيها أن يكتب لها على الاستمارة رسالة إلى مرشحها، لأنها أم لشاب توفى غرقا فى عبارة السلام، وتريد منه أن يحل لها مشكلتها، ثم بكت وهى تروى قصتها على استمارة الانتخاب. هذه القصة التى تداولها مستخدمو «فيس بوك» ليست الوحيدة من نوعها، فناخبة الإسكندرية التى ذكر مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى قصتها هى واحدة من ملايين تحملوا عناء الخروج إلى شارع وصلت درجة حرارته إلى 39 درجة مئوية والوقوف فى طابور ليس من أجل نصرة تيار سياسى، وإنما من أجل حل مشاكلهم الشخصية من جذورها – كما يتصورون- ويعتبرون أن طريقهم إلى اللجنة الانتخابية طريق إلى «فرج الله» الذى ربما يكون على يد الرئيس القادم. بعدما فشلت كل مساعيها لعلاج ابنيها المعاقين أو إيجاد فرصة عمل لهما تناسب حالتهما، طلبت عزيزة على من ابنتها إيمان أن تأخذها إلى لجنتها حتى تختار الرئيس الذى سيعالج ابنيها.

«عزيزة» تمنت لو أن بإمكانها كتابة ما تريده من الرئيس على الاستمارة «أنا ولادى الاتنين معوقين ونفسى تشوفلهم دكتور كويس»، وتمنت أيضاً أن يقرأ المرشح المكتوب على تلك الاستمارات، لكنها تعلم أن هذا لن يحدث، لذا اكتفت بالتصويت لمن تظن أنه سيفعل لها ما تتمناه.

أمام نفس لجنة عزيزة – بالدويقة- وقفت أميمة سيد، تنظر للمدرسة وتتذكر معاناتها للحصول على معاشها الشهرى وتتساءل: «إذا كان نزولها فى هذا الحر الشديد وذهابها للجنة الانتخابية والمرشح الذى اختارته سيكون سببا فى تعويض صبرها خيراً؟».

أميمة أرملة، وبعد وفاة زوجها أصبحت مجبرة على التعامل مع الروتين الحكومى «بفضل بالشهر والاتنين عشان أخلص ورقى بعد ما الموظفين يدوخونى السبع دوخات، بس بعد الثورة ولما بدأت الحكومة تتغير قلت لازم أشارك، يمكن الجاى أحسن».

وضع عمرو السيد كان الدافع الرئيسى لمشاركة والدته فى الانتخابات، «عمرو» يعمل موظف أمن براتب شهرى 300 جنيه، ويبيع كروت شحن على رصيف الدويقة بعدما ينهى عمله، ومع ذلك لا يمكنه شراء شقة ليعيش فيها مع زوجته وأبنائه.

«عمرو» تم تعيينه بالجامعة بعد الثورة، لذا شعرت والدته بأن «السياسة» بإمكانها أن تغير الأوضاع، فقررت أن تنزل لاختيار الرئيس باعتباره المنقذ لابنها، يقول عمرو: «أمى عاوزة تنزل تنتخب الراجل اللى هيرفعلى راتبى عشان آخد شقة أعيش فيها أنا وزوجتى بدل مانا قاعد معاها فى شقتها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية