«إيماننا بقضية خالد سعيد كرمز من رموز الثورة المصرية هو الذى دفعنا لعمل فيلم عنه بمجهودنا الذاتى، وقد اخترنا أن يكون الفيلم روائياً قصيراً حتى نتفادى الصدام مع جهاز الرقابة».. هكذا تحدث المخرج أسامة رؤوف عن فيلمه القصير «خالد سعيد»، الذى بدأ تصويره الأسبوع الماضى فى الإسكندرية، الفيلم بطولة تيسير فهمى وإنجى عبدالله ومحمد الغمرى وأحمد الجوهرى وأحمد ظريف.
يقول المخرج: بدأنا التصوير الأسبوع الماضى فى الإسكندرية بمنزل خالد سعيد، بعد ترحيب أسرته بالفكرة، وهناك مشاهد سنصورها فى «السايبر»، الذى كان يجلس به خالد سعيد، والذى شهد المطاردة الأخيرة بينه وبين أمناء الشرطة حتى لقى حتفه فى تلك الليلة، وهناك مشاهد أخرى سيتم تصويرها فى القاهرة، والفيلم لن تتعدى مدته 35 دقيقة، وقد بدأنا هذا الفيلم بروح ثورية تمجيداً لهذا الرمز الذى كان صورة من صور قمع الشرطة وفسادها خلال العهد الماضى، ونحن نتحرى الموضوعية والحياد فى فيلمنا، ولا نصنع فيلماً للدفاع عنه على طول الخط، لكننا نقول من خلال الفيلم إنه حتى لو كانت هناك أخطاء ارتكبها خالد سعيد، كان على الشرطة تقديمه للعدالة، وليس قتله، لأننا فى دولة القانون ومبدأ الغابة مرفوض أياً كانت الظروف.
ويضيف المخرج: نستخدم كاميرا «رد» عالية الجودة وتقنيات عالية فى التصوير، ونتمنى أن يخرج الفيلم بالمستوى اللائق لنشارك به فى مهرجانات دولية ومحلية، وأحداث الفيلم تبدأ قبل الثورة مباشرة بوفاة «خالد»، وتستمر حتى الأيام التى نعيشها الآن، وتنتهى الأحداث بمحاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، باعتبار أن ذلك الحدث من أهم ثمار ثورة 25 يناير، كما تتطرق الأحداث إلى التنافس على رئاسة مصر، إلا أن تسليط الضوء سيكون بشكل أكبر على قصة خالد سعيد ومحاكمة «مبارك».
وقال السيناريست الشاب طارق البدوى مؤلف الفيلم: «الفكرة جاءتنى بعد أن كتبت مسرحية (على فين يا بلد)، التى قدمت خلالها عدة نماذج من الثورة منها مينا دانيال وخالد سعيد وغيرهما، بعدها فكرت فى عمل فيلم مستقل عن خالد سعيد، والحقيقة أننى فكرت أن يكون روائياً طويلاً، لكن خوفنا من صعوبات الحصول على التصاريح الرقابية هو الذى جعلنا نقرر أن يكون الفيلم روائياً قصيراً».
وأضاف «البدوى»: كل أحداث الفيلم حقيقية ليس بها شىء من وحى خيال المؤلف، كما أن أسماء الشخصيات حقيقية، حتى أماكن التصوير فضلنا أن تكون هى نفسها الأماكن الحقيقية التى شهدت أحداث تلك القصة، وهى حكاية هزت - بلا شك - الشارع المصرى وأثارت جدلاً واسعاً، وكانت سبباً مهماً من أسباب اندلاع الثورة.
وقال محمد الغمرى، الذى يجسد شخصية خالد سعيد: هذه أول تجربة سينمائية لى، وقد عملت من قبل بالمسرح، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الناس، لأننى سأقدم رمزاً عرفه كل المصريين، وقد جلست مع أسرة خالد سعيد عدة مرات للتعرف على عاداته ونقلها على الشاشة كما هى، وعرفت منهم أنه كان أقلّ وزنا منى، لذا أعكف حالياً على نظام تخسيس قاس لإنقاص وزنى 7 كيلو حتى أقدم الشخصية بشكل محاك تماماً للواقع.
وقال أحمد الجوهرى، الذى يقدم شخصية أمين الشرطة القاتل: سبق لى أن شاركت بعدة مسلسلات وقدمت تجربة سينمائية وحيدة هى فيلم «قاطع شحن»، وهذه المرة أقدم شخصية أمين الشرطة القاتل، وهو الدور الذى اخترته رغم أن المخرج رشحنى لتجسيد شخصية خالد سعيد، إلا أننى أرى أن تقديم أدوار الشر يكون أفضل للممثل.