«حالته مالهاش علاج، لفيت بيه على كل المستشفيات قالوا مالهوش علاج.. وأنا كل اللى طالبه أوضة تلمنى أنا وهو». بأعين حائرة ويدين هزيلتين، تحدث خالد أحمد حسن عن مأساته مع الفقر ومأساة ولده مع المرض.
يسكن «خالد» فى خيمة بميدان التحرير، منذ أكثر من 11 شهرا، مع ابنه أحمد صاحب الـ17 عاما، الذى يعانى من مرض نادر وهو ضعف شديد فى العظام، أو ما يطلق عليه «عظام زجاجية»، ويقول عن حالة ولده: «أقل حركة أو عندما يتم الإمساك به بطريقة غير صحيحة تكسر عظامه ، كما يعانى من ضعف نمو ، بالإضافة إلى فقدان بصره من يوم مولده».
«عم خالد»، كما يناديه رواد الميدان، يبلغ من العمر 50 عاما. توجه إلى ميدان التحرير منذ أكثر من 11 شهراً بحثا عن مكان يأويه هو وابنه المريض بعد أن طرد من منزله بسبب تأخره فى دفع الإيجار، «قبل طردى من المنزل ذهبت إلى أصدقائى لاقتراض بعض المال لأحضر الدواء لأحمد وأدفع جزءاً من الإيجار، وأثناء عودتى إلى المنزل فاجأنى بعض البلطجية وهددونى بدبح أحمد إذا لم أعطهم كل ما أملكه، فأعطيتهم المال، وعندما طالبت صاحب المنزل بمد المهلة لتدبير مبلغ آخر، رفض وطردنى فلم أجد أمامى سوى ميدان التحرير».
يحاول «عم خالد» توفير احتياجات أحمد التى تتجاوز الـ 50 جنيهاً فى اليوم بعمل أى شىء يطلب منه، فأحياناً يحضر شاياً وقهوة لزوار ميدان التحرير، أو يعمل «سايس» للسيارات، المهم هو توفير احتياجات أحمد من طعام وشراب وحفاضات.
«أحمد»، الذى تركته والدته منذ عام 2001 لرفضها تربية طفل معاق، رفض والده الاستغناء عنه أو حتى إلحاقه بدار رعاية لتعلقهما الشديد ببعض، حيث إن أحمد لا يأكل أو يشرب إلا من يد والده فقط.
يبدأ «أحمد» كلامه دائما بجملة: «صلى على النبى»، ويُكثر فى حديثه من «حمد الله وشكره على ما هو فيه وعلى حالته»، ولأدبه الشديد أحبه كل معتصمى التحرير ورواده من المتظاهرين والمارة، الذين يتساءلون كلما رأوا حالة «أحمد» عن حجم المفارقة فى أن يسكن أحمد ووالده الميدان الذى ثار فيه المصريون للمطالبة بالعدالة الاجتماعية.