قال مراقب الدولة الإسرائيلي، ميخا ليندشتراوس، في تقرير أصدره، الأربعاء، إن عملية اتخاذ القرار التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل الهجوم على سفينة مرمرة التركية، والاستيلاء عليها عام 2010، كانت «مشوبة بعيوب جوهرية».
وأضاف التقرير أن القرارات اتخذت دون أن تسبقها إجراءات تحضيرية منظمة ومنسقة وموثقة، وأن رئيس الوزراء لم يُجر مشاورات مع هيئات وزارية باستثناء لقاء عقده مع منتدى الوزراء السبعة قبل انطلاق الرحلة البحرية لأسطول الحرية بخمسة أيام، وهو اللقاء الذي جرى على عجل دون تحضيرات مسبقة وبغياب ممثلي الجهات ذات الشأن، بحسب التقرير.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، الناطقة باللغة العربية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي اكتفى بإجراء لقاءين شخصيين مع وزيري الدفاع والخارجية ولم يُصدر توجيهات للقيام بعملية تحضيرية.
وأشار التقرير إلى تكليف نتنياهو سكرتيره العسكري بترتيب وتحضير معظم المناقشات في القضايا الأمنية والخارجية، ولم يكلف رئيس مجلس الأمن القومي بهذه المهمة.
واتهم التقرير نتنياهو بفرض بعض القيود على نقل المعلومات إلى مجلس الأمن القومي واتخاذ قرار بعدم إشراك رئيسه في عدد من المناقشات.
وقال إن هيئة الإعلام الوطنية التابعة لديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي «غير قادرة على القيام بعمل تنسيقي مستمر في مهمة الإعلام خلال أوقات الطوارئ، وخاصة في أوقات الحرب، كما أنها لا تستطيع أن تنقل الرسالة الإسرائيلية إلى الساحة الدولية والرأي العام العالمي، بسبب العدد القليل من العاملين فيها».
وخص ميخا ليندشتراوس الإعلام الإسرائيلي الناطق باللغة العربية الذي قال إنه «شهد تدهورًا خطيرًا منذ سنوات»، وأن قسم الإعلام العربي في وزارة الخارجية «شهد تدهورًا مماثلًا مما أدى إلى شلله من الناحية العملية».
من جانبه، عقب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي على التقرير بالقول إن «مواطني الدولة يتمتعون في المحصلة بأمن قلما ساد منذ سنوات عديدة»، وأضاف أن «السياسة الحكيمة والحازمة التي تنتهجها الحكومة أدت الى استتباب الأوضاع الأمنية»، ووصف بيان مكتب نتنياهو المداولات الأمنية التي عقدتها الجهات المختصة خلال السنوات الثلاث الماضية بـ«المهنية».
وقد أصدر مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قال فيه إنه «يتقبل النقد وسيعمل كما كان دائمًا على أن تقوم الدوائر الأمنية وقيادة جيش الدفاع باستخلاص العبر وإصلاح أسباب الخلل».
كانت قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية قد هاجمت أسطول الحرية الأول في مايو 2010، الذي كان متجهًا لقطاع غزة، واستولت على سفينة مرمرة التركية، وأوقعت 9 قتلى من بين ركابها.